في هذا اليوم التاريخي المشهود في كل مسارح الدنيا، حيث يقف صناع المسرح في العالم وقفة التحية والإكبار لهذا الفن العريق الذي استعصى أمام كل محاولات الالتفاف عليه، وسرقة الأضواء منه ولاسيما في العقود الأخيرة، لكنه أبى واستعصم بفضل عشاقه وهواته ليظل بيت الأفكار والأنوار والأسرار الفنية الساحرة دوما بألق الإبداع، وبروح الخشبة وما لديها من عطر لا يقاوم.
بهذه المناسبة الحافلة بالمعنى الفني المتسامي يطيب لي أن أرفع إلى كل المسرحيين الجزائريين من مؤلفين ومخرجين وممثلين وسينوغرافيين والكتاب والشعراء والموسيقيين ومصممي الكوريغرافيا والتقنيين والفنيين جميعا بأصدق وأخلص التهنئة لما يبذلونه في سبيل الانتصار للمسرح، وحمل مشعل أحلامه في كل الظروف إلى الأجيال المبدعة القادمة لتكون الحياة أكثر جمالا ومفعمة بالأمل والمحبة والسلام.
وأتقدم من خلال أهل المسرح في الجزائر إلى المسرحيين في الوطن العربي، وفي العالم أجمع، بهذه المشاعر الصادقة تجاه الرسالة النبيلة التي يذيعونها بين الناس، مؤكدين أن المسرح حالة رفيعة من التسامي الإنساني.
وبهذه المناسبة المسرحية نثمن اختيار الهيئة الدولية للمسرح الفنانة العربية القديرة “سميحة أيوب” لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح كونها من الشخصيات الرفيعة في مسيرة المسرح العربي، وهو احتفاء بالإسهام العربي في المشهد الفني العالمي من جهة، وتقدير خاص للمرأة العربية المبدعة من جهة أخرى، ولا يسعنا إلا أن نشارك سيدة المسرح العربي رؤيتها العميقة في أن المسرح في جوهره فعل إنساني، و أن الصراعات التي يشهدها العالم ساهمت في التباعد عن الجوهر الحقيقي للإنسانية في أبسط صورها، وأنه قد حان الوقت لإيقاظ ضمير العالم، ونقاسمها في هذا المقام الإشادة بالدور الكبير الذي يقوم به المسرحيون في العالم لأنهم ” يمنحون الحياة رونقها ويوفرون الأسباب لفهمها، ويستخدمون نور الفن لمواجهة ظلمة الجهل والتطرف، ويبذلون من جهدهم ووقتهم ودموعهم ودمائهم وأعصابهم كل ما يتوجب بذله من أجل تحقيق رسالة المسرح السامية”.
كُلّ عامٍ والمَسرَح بِخَير
Views: 18