المشهد السياسي في امريكا مثير للاستغراب و الدهشة في آن واحد، والاحداث السياسية تتولى بسرعة فائقة مخلفة العديد من التساؤلات حول مستقبل السياسي لأقوى دولة في النظام الدولي.
فعودة ظاهرة العنف السياسي للساحة السياسية الامريكية الاسبوع الماضي، تثير في حد ذاتها العديد من التساؤولات خاصة وأن المتعرض للعنف هو رئيس سابق لأقوى دولة في العالم، و مترشح لرئاسيات الامريكية المقررة في الخامس نوفمبر من العام الجاري.
و قبل الحديث عن ما أفرزته الظاهرة من تساؤلات، يجب أن نبين حقيقة الظاهرة التي تجسدت في محاولة اغتيال تعرض لها زعيم الجمهوريين “دونالد ترامب”، اثناء خطاب سياسي ألقاه على مسامع أنصاره، في بتلر، بنسيلفانيا.
فالعنف السياسي اقصى اشكاله الاغتيال، وهو أمر لايمكن أن يكون له وجود في دولة ديمقراطية بحجم الولايات المتحدة الامريكية التي تتغنى كل يوم بكل أشكال و مظاهر هذه العبارة “الديمقراطية”…هذا في حد ذاته يطرح عدة تساؤلات، لكن التساؤلات كانت مركزة أكثر على الحادثة وليس على الظاهرة التي أصبحت مألوفة في المشهد السياسي الامريكي، من لينكولن إلى ترامب، تساؤلات حول حقيقة الحادثة هل هي مفبركة أم لا، ولماذا هذه الأحداث في هذا الوقت بذات ؟..، الاجوبة على مثل هكذا تساؤلات لاتسعنى في مقال.
لكن السؤال المثير الذي يطرحه المشهد السياسي في امريكا اليوم، هو لماذا رئيس ابرز دولة -(ديمقراطية)- في العالم و مرشح الديمقراطيين قرر يوم أمس الانسحاب من السباق الرئاسي الأن؛ على الرغم من كل المحاولات الفاشلة لابعاده من السباق ورفض ترشحه منذ البداية من قبل العديد من الديمقراطيين، هل الحادثة التي تعرض لها منافسه “ترامب” جعلته يخشى المواجهة في السباق نحو البيت الأبيض؟؛ الجواب في حد ذاته حتما يثير الاستغراب؛ لكن ما يهمنا هو معرفة من سيكون من الديمقراطيين في مواجهة الجمهورين بعد انسحابه ؟
وقع الاختيار يوم أمس على نائبة الرئيس و المترشح المنسحب من المواجهة، “كامالا هاريس”؛ السؤال هل اختارها بايدن لتنوب عنه و عن جميع الديمقراطيين للبقاء في المشهد السياسي الامريكي، ام تم اختيارها للمحافظة على الطلاء الأزرق داخل البيت “الأبيض”.
لكن “كاملا هاريس”، بدأت حملتها الأن و الجواب عن هذا السؤال لايحتاج اهتمام كبير على رغم أن قرار الانسحاب وتعيين كاملا هاريس مشرحة نيابة عن رئيسها بايدن ، قد يؤدي إلى طريق غامض لدى الحزب مع تبقي شهر واحد فقط من انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي
مهدي نحال.
Views: 11
