أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، يوم أمس (الجمعة)، عن تعيين سفير لدى سوريا، وهي خطوة جد مهمة لاعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين روما و دمشق بعد تجميد دام أكثر من 12 سنة.
وتم الإعلان عن تعيين المبعوث الخاص حالياً لوزارة الخارجية إلى سوريا، ستيفانو رافاجنان، سفيراً. وقال تاياني لوكالة «رويترز» إنه من المقرر أن يتولى منصبه قريباً.
قراءة في التحرك الايطالي كدولة أوروبية لها وزن في التكتل الأوروبي وفي مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى. .
تحرك ايطاليا لكسر الجمود القائم في العلاقات مع دمشق منذ أن استدعت إيطاليا جميع الموظفين من سفارتها بدمشق عام 2012، وعلقت النشاط الدبلوماسي في سوريا احتجاجاً على تصرفات حكومة الرئيس بشار الأسد ضد المواطنين اثناء المظاهرات التي شهدتها سوريا في مرحلة الربيع العربي، هي اليوم تقوم بتعيين المبعوث الإيطالي الخاص، ستيفانو رافانيان، سفيراً لروما في دمشق.
تأني هذه الخطوة في وقت تحاول فيه الدول الأوروبية اعادة تشكيل خيوط العلاقات مع سوريا، بشكل يحقق مصالح الأطراف جميعها، ويحد من الهجرة غير الشرعية إلى دول الاتحاد الأوروبي.
هذه الخطوة تعكس جرأة روما بالاقدام على اعادة نسج خيوط العلاقات مع دمشق بعيدا عن فتح حوار و مشاورات مع واشطن -التي تعتبر الدولة الوصية على قرارات و سياسات الاتحاد الاوروبي بحكم مظلة “ناتو”، وعليه، يمكن النظر إلى قرار روما على أنه تجسيد فعلي لحالة من الانقسام في بروكسل على ملفات عديدة، في ظل تقلص مساحة العمل السياسي الخارجي للاتحاد الاوروبي بعيدا عن مصالح الولايات المتحدة الامريكية.
وليس على الاتحاد فقط بل حتى على مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى باستئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق.
ولعل أهم أسباب قرار اعادة بعث العلاقات الدبلوماسية بين روما و دمشق، هو تنامي حركة الهجرة غير الشرعية و زيادة أعداد المهاجرين، الذين تحاول دول أوروبية عديدة، وعلى رأسها إيطاليا، الحد من أعدادهم، عبر توقيع اتفاقيات مشتركة مع دول عديدة في شمال أفريقيا، بهدف دعم هذه الأخيرة وتنشيط اقتصاداتها، بالإضافة إلى دعم قوات حماية الحدود.
مهدي.ن
Views: 6