ضيوف الشرف يشاركون تجاربهم، ووائل شرف يفتح قلبه للطلبة
السلوك والممارسة الثقافية في مهرجان امدغاسن تحمل في جوهرها فكرًا اجتماعيًا؛ فالتلاقح الثقافي هناك ليس مجرد عرض فني أو تبادل خدمات سياحية جانبية، بل تلاقح فكري واجتماعي يحفز ويعمل على تغيير سلوكيات المجتمعات المحلية الأقل مرونة في التعاملات، والأقل انفتاحًا على الأفكار الخارجة عن جداره. وهذا ما لامسه الجمهور في هذه الطبعة، ومازال متعطشًا لمزيد من النشاطات الاجتماعية التي تعزز هذا الانفتاح والتواصل الفكري.
استقطاب النجوم والكفاءات السينمائية:
لعل من أهم ما ميز هذه الطبعة الورشات التكوينية والماستر كلاس، التي تميزت بدقة اختيار المؤطرين والطلبة المشاركين واحترافية برامجها. ورافق التميز عنصر المفاجأة الذي لامسه المشاركون، إذ ارتأى ضيوف الشرف لهذه الطبعة مشاركة فضاء التعليم والتكوين مع الطلبة في جو نقاشي وطني ودولي قلما نشهده.
في ماستر كلاس التمثيل الذي قدمه القامة الفنية مراد أوجيت، شهدت الجلسة مشاركة الممثل القدير ادير بن عيبوش المنصة، و ارتأت القامات الفنية لحسن شيبة وسمير أوجيت بمداخلة قصيرة. وتكرر الأمر في اليوم الأخير للورشات، مع حضور القامات الفنية التونسية مثل المؤطر المخرج وليد الدبوني والممثل القدير صالح جدي في ورشة صناعة الفيلم الروائي القصير للأستاذ المؤطر نزيم صابر لعرابي. كما عرفت الورشة حضورًا متميزًا للممثل السوري القدير وائل شرف، الذي فتح قلبه للطلبة، متحدثًا عن تجربته الأولى في السينما لإلهام الجيل الناشئ المتعطش للفن و السينما ، كاشفًا عن جانب نفسي من شخصيته .متقمص شخصية معتز في “باب الحارة” و شخصية الزئبق كشف أن ما دفعه في بداياته لاختيار المسار الفني و أقحمه بعد أن كان طالب طب ، هو الخوف والجرأة ، بتوليفة تناقضية صنعته .
وفي نصائح قدمها للطلبة، شدد وائل شرف على أن السينما لكي تتطور يجب أن تهتم بالمواهب الشابة التي تتميز بحرية فكرية تصنع الخيال الإبداعي و هذه الأخيرة لا تأتي إلا من معرفة الموهبة نفسها. كما دعا الطلاب إلى الاهتمام بالمناهج التربوية والتركيز على اللغة العربية لصناعة جيل فصيح معتز بلغة القرآن.
نقاش مغاربي وتعاون دولي:
في نقاش مغاربي ضمن الورشة، دعت القامات التونسية إلى تعزيز الشراكات والمشاريع بين دول شمال إفريقيا للنهوض بالسينما المغاربية، مؤكدة أن التحديات المشتركة نقطة انطلاق وبناء وحدة متراصة، وليست سببًا للاختلاف أو التفكك. وما يهم هو التجسيد الأولي للأفكار كخطوات تعكس نية الحلم، بغض النظر عن التحديات و الصعوبات أو التكهن باحتمالات النجاح أو الفشل.
وفي خطوة أولى نحو هذا الحلم، عزم المهرجان على توقيع اتفاقية شراكة بين الجزائر وموريتانيا للإشراف على إنتاج فيلم مشترك، مما يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين.
بعد النجاح الذي شهدته هذه الطبعة، والتي تفوقت فيها عن سابقاتها، يرتقب الجمهور طبعات أكثر احترافية، لتصبح السينما ليست مجرد عروض فنية، بل تجربة وفضاء يعزز الهوية الثقافية ويدعو للانفتاح، من أجل تلاقح ثقافي وفكري بين المجتمعات .
Views: 289
لباس التقليدي النايلي الشعر الغناء العربي