Homeالأخبارمهرجان امدغاسن ما وراء الأضواء ... الوجه الآخر

مهرجان امدغاسن ما وراء الأضواء … الوجه الآخر

شهدت ولاية باتنة، عاصمة الأوراس، عرسًا ثقافيًا امتد لعدة أيام إثر إقامة مهرجان امدغاسن الدولي، الذي أصبح تقليدًا حافظ عليه المنظمون. هذا التقليد، الذي بدأ كفكرة طموحة تبناها أبناء المنطقة، وصل اليوم إلى احتضان رسمي من وزارة الثقافة والفنون، وهو ما ميز هذه الطبعة عن سابقاتها.

لكن دعونا نغوص عمقًا: خلف الكاميرات والأضواء، لا شك أن أغلب من حضر هذه الفعاليات عاش تجربة إيجابية وشهد تطورًا وتحسنًا، بدءًا من التنظيم، مرورًا بنوعية الأفلام المشاركة والمنتقاة، وصولًا إلى الورشات وتجربة الوافدين إليها.

إن هذه الانطباعات لم تكن وليدة الصدفة، بل نتيجة جهد وعمل متراكم لجنود الخفاء، معظمهم من الشباب الطموح المؤمن بالفكرة قبل إيمانه بالمخرجات المادية. هذا يعكس مدى تشبع الشاب الباتني بالقيم الثقافية والفنية، حيث تحملوا الضغوط والأعباء التنظيمية منذ التحضير للافتتاح وحتى حفل الاختتام، ليضربوا مثالًا في قوة الإرادة وعزمهم على تجسيد حلم امدغاسن الدولي.

كما أن الانطباعات والمخرجات الإيجابية كانت نتيجة رؤية استراتيجية اعتمدها القائمون، وعلى رأسهم محافظ المهرجان السيد عصام تعشيت، والتي تمثلت في التركيز على المنافسة الداخلية بدلًا من المنافسة الخارجية وما يترتب عنها من ضغوط مقارنة، بالاضافة إلى وعيهم بأن المهرجان له خصوصية و مسار فريد يحدده، فمهرجان امدغاسن له هويته الثقافية المتجذرة تاريخيًا وهوياتيًا في قلب المجتمع الباتني الشاوي الجزائري.

إن مهرجان امدغاسن ليس مجرد ترف لا يضيف للمنطقة سوى البهرجة، بل هو مكسب مهم له تأثيراته الواقعية على المدى الطويل ان أحسن استغلاله. احتضان هذا المهرجان هو محاولة لتشجيع وغرس الهوية الثقافية في مجتمعنا، ولتحقيق ذلك وتعزيز التفاف المجتمع نحوه، تمتد أبعاد المهرجان إلى مختلف القطاعات: ضرورة جذب الاستثمار في السياحة والفندقة، تحسين خدمات النقل والبنى التحتية، وتعزيز التعاونات الدولية والشراكات خاصة في الشق التنظيمي ، تبادل الخبرات التنظيمية لتكوين شبابنا، وهو أكبر استثمار بشري على المدى الطويل. كما تتطلب الحاجة إلى تدشين قاعات أكبر تتناسب مع حجم هذه التظاهرة الدولية لاستيعاب الجمهور، لتكون مكسبًا لأهل المنطقة.

ورغم كل هذه التحديات، تكاثفت الجهود لإنجاح الحلم الذي أصبح واقعًا، من السلطات المحلية، ولاية باتنة، ومديرية الثقافة والفنون ومرافقها التي فتحت أبوابها على مصراعيها لاحتضان المهرجان باحترافية، نذكر المسرح الجهوي، دار الثقافة، ومتحف السينما.

ليجدد مهرجان امدغاسن الدولي، برعاية وزارة الثقافة والفنون، وعده نحو طبعات أكثر احترافية ونجاحًا.

Views: 375

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

spot_img

الاخبار الشائعة