Homeالأخباروزير الصحة يترأس افتتاح فعاليات الاحتفال بيوم الصحة العربي

وزير الصحة يترأس افتتاح فعاليات الاحتفال بيوم الصحة العربي

أشرف السيد وزير الصحة الأستاذ عبد الحق سايحي، بصفته رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الصحة العرب، اليوم الخميس 07 سبتمبر 2023، على افتتاح فعاليات الاحتفال بيوم الصحة العالمي، المقام بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.
بهذه المناسبة ألقى السيد الوزير مداخلة عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد.
ولقد تمّ إقرار الاحتفال بيوم الصحة العربي خلال الدورة العادية ال58 لمجلس وزراء الصحة العرب لجامعة الدول العربية، المنعقدة في 14 مارس 2023، والذي ينظم هذه السنة تحت شعار “تأثير تغير المناخ على الصحة”.
نص المداخلة التي ألقاها السيد وزير الصحة، الأستاذ عبد الحق سايحي.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والســلام على أشرف المرسلين
السيدات والســـادة الوزراء،
إسمحوا لي قبل كل شيء أن أعرب لكم عن عظيم شرفي أن أخاطب اليوم هذا الجمع الموقر المجتمع في إطار الإحتفال بيوم الصحة العربي الذي تم إقراره خلال الدورة العادية ال58 لمجلس وزراء الصحة العرب لجامعة الدول العربية المنعقدة في 14 مارس 2023، و الذي يأتي هذه السنة تحت شعار “تأثير تغير المناخ على الصحة”.
إن الإحتفال بهذا اليوم يعكس مدى إلتزامنا نحن جميعا على العمل وبشكل منسق للنهوض بمجتمعاتنا العربية من خلال تعزيز فرص التعاون ونقل المعارف والخبرات وتبادل أحسن الممارسات في مجال الصحة للإستجابة لإنشغالات ومتطلبات مواطنينا آخذين بعين الإعتبار المستجدات الحاصلة في عالمنا هذا ومنها مسألة تأثير تغير المناخ على الصحة.
الحضــور الكرام
إن أزمة المنــاخ تزداد قوة وواقعية ووضوحــا، وكلنا نتذكر موجــات الحر والجفاف والحرائق والفيضانات التي حدثت خلال السنوات الأخيرة.
نحن نشهد تسارعا مهولا في التغيرات المناخية. ولكن، بالإضافة إلى العواقب الواضحة على بيئتنا، يجب ألا نتجاهل آثار هذه الظاهرة على صحة مواطنينا.
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تغير المناخ هو أكبر تهديد صحي يواجه البشرية.
وكلنا يدرك ذلك بالتأكيد:
• تسبب هذه الكوارث الطبيعية إصابات جسدية و صدمات نفسية بل وخسائر في الأرواح. دون أن ننسى التحديات التي تضعها أمام المنظومات الصحية من خلال إضعاف البنى التحتية للرعاية الصحية مما يؤرق الحصول على الخدمات الطبية الحيوية.
• غالبا ما تتسبب هذه الأحداث القصوى في التهجير الإجباري للسكان، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض وظهور أوبئة جديدة.
• كما للتغيرات المناخية تأثير مباشر على جودة الهواء الذي نتنفسه. فقد أدى تفاقم انبعاث غازات الاحتباس الحراري وملوثات الغلاف الجوي إلى زيادة خطر ظهور أمراض الجهاز التنفسي، كالربو والتهابات الرئة والحساسية. وكما تعلمون، فإن الجسيمات الدقيقة هي أحد مسببات سرطان الرئة وأمراض القلب والشرايين، بالإضافة إلى تأثيرها على نمو الأطفال.
• كما يساعد تغير المناخ من انتشار الأمراض المعدية.
• كما يمكن للتغيرات المناخية أن تؤدي إلى اضطراب النظم البيئية الطبيعية، مما يسبب انتشار الأمراض التي تنقلها الحيوانات، مثل أنفلونزا الطيور و متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS).
• هذه ليست الآثار الوحيدة التي تتسبب فيها التغيرات المناخية على صحتنا. فارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة خطر ضربات الشمس، سيما بالنسبة للفئات الهشة من السكان، ككبار السن والأطفال وأصحاب الامراض المزمنة. كما تؤدي موجات الحرارة الشديدة والمتكررة إلى إجهاد منظومتنا الصحية.
• كما أن الآثار المترتبة على وفرة و جودة الماء ليست أقل أهمية، فنقص المياه الناتج عن الجفاف وقلة الأمطار يهدد الحصول على مياه شرب نظيفة وبشروط صحية ملائمة، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق الماء، مثل الإسهال والكوليرا و حمى التيفوئيد.
• بالإضافة إلى ذلك، يؤثر الانخفاض في احتياطي المياه العذبة أيضا على الإنتاج الزراعي، متسببا في نقص الغذاء وسوء التغذية ومشاكل صحية تترتب عن ذلك.
وباعتبار أن هذا التحدي أكثر تعقيدا، فقد أدرجت الجزائر استجابتها ضمن منظور عدم تعريض التقدم و التنمية الوطنية التي تمّ تجسيدها للخطر، بسبب التغيرات المناخية مستقبلا، وبالتالي تجنب التكاليف المعتبرة التي ستنتج عن عدم أخد التدابير اللازمة.
في هذا الإطار، قامت الجزائر بوضع مخطط استراتيجي وطني “للمناخ” ضمن مقاربة متعددة القطاعات. وقد عيّن هذا المخطط، الذي يستند إلى تحديد التحديات الكبرى التي تواجه بلادنا من حيث التغيرات المناخية، القطاعات ذات الأولوية، الصحة والفلاحة والموارد المائية و البيئة.
وإدراكا منها لمدى تأثرها بالتغيرات المناخية، قامت الجزائر، لا سيما في مجال الصحة، بإحصاء عوامل الضعف وتحديد الإجراءات الضرورية لتأقلم المنظومة الصحية.
الحضور الكرام،
للاستجابة لتقلبات التغير المناخي، علينا استغلال التهديد الذي يشكله وتحويله إلى فرصة لتحسين الصحة العمومية. إذ أن الأمر لم يعد مسألة علمية أو قدرة تقنية بل أصبح مسألة التزام سياسي.
أمام هذه التحديات، يجب أن نتصرف بشكل حاسم للتقليص من التغيرات المناخية وحماية صحتنا ورفاهيتنا. علينا الاستثمار في مصادر طاقة نظيفة ومتجددة وتقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري وتعزيز وسائل النقل المستدامة والحفاظ على النظم البيئية الطبيعية التي تعمل كمنظمة للمناخ.
كما أنه من الضروري تعزيز منظومتنا الصحية العربية لمواجهة التحديات الجديدة التي تظهر.
ويقتضي ذلك:
• منظومة صحية مرنة أمام تغير المناخ وتقوية قدراتنا على رصد الأمراض المرتبطة بالمناخ والوقاية منها،
• تطوير سياسات صحة عمومية تقوم على أحدث المعطيات العلمية وتوعية عامة السكان حول ارتباط تغير المناخ بالصحة.
• تكوين المزيد من مهنيي الصحة المتخصصين في الأمراض المرتبطة بتغير المناخ وإشراكهم في هذا التحول،
• تعزيز البحث والابتكار في هذا المجال وتوعية السكان حول المخاطر الناجمة عنه،
• وأخيرا، علينا أن نعمل يدا بيد لإيجاد حلول مشتركة للمشاكل البيئية والصحية التي نواجهها إذ أن التغيرات المناخية ليس لها حدود وتتطلب عملا جماعيا منسقا.
• من خلال العمل سويا بإعتماد إجراءات ملموسة من أجل إنشاء منظومة صحية قوية و مرنة و مستدامة أمام التغيرات المناخية، في سبيل حماية أغلى ما لدينا، صحتنا وصحة الأجيال القادمة.
أشكركم على حسن الاصغاء و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.

Views: 0

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

spot_img

الاخبار الشائعة