Homeالأخباركلمة السيد الوزير د.مرابي ياسين أثناء زيارة العمل والتفقد بولاية عنابة

كلمة السيد الوزير د.مرابي ياسين أثناء زيارة العمل والتفقد بولاية عنابة

يسعدني أن أسّتهل زيارتي التفقدية إلى ولاية عنابة، عروس البحر الأبيض المتوسط وعاصمة الحديد والصلب، للإشراف على هذا الفضاء التفاعلي الذي يندرج في إطار اللقاءات التي دأبنا على تنظيمها على مستوى القطاع، بهدف استعراض مختلف التخصصات المهنية الـمُوفّرة و الـمُدّرجة في مدونة الشعب المهنية و تخصصات التكوين المهني البالغ عددها أكثر من 495 تخصصاً و23 شعبة مهنية، قابلة للتحيين و التحديث كُلما دعت الحاجة إلى ذلك، وذلك من خلال المنصة الإلكترونية الـمُسّماة ” تسيير” التي تّم إطلاقها مُؤخرا والتي تُعنى كما تعلمون، بمختلف الجوانب المتعلقة بالتسيير الإداري والمالي والبيداغوجي للمؤسسات التكوينية التابعة للقطاع، كما تعتبر وسيلة تواصل وربط بين هذه المؤسسات ومصالح الإدارة المركزية، بغية تحقيق هدف توحيد العمل الإداري والبيداغوجي بوتيرة سريعة و دقيقة، كما تُستعمل للحصول على المعلومات المطلوبة لتحديد المؤشرات والإحصائيات التي تُساعد على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب و تضمن المتابعة المُستمرة و الآنية لكل النشاطات الـمُدّرجة ضمن هذه المنصة.
يجدر التذكير بهذه المناسبة، أن قطاع التكوين والتعليم المهنيين يسعى من خلال برنامج نشاطه إلى رقمنة وعصرنة مختلف هياكله، من خلال تحديث أدوات وأعمال التسيير التقني والبيداغوجي والإداري والمالي وعصرنة منظومة المتابعة البيداغوجية ووضع منظومة إعلامية إحصائية داخلية وخارجية وعصرنة منظومة قيادة القطاع، بإقامة مسعى الجودة ضمن إطار مشروع المؤسسة.
يندرج هذا المسعى، تطبيقاً لإحدى إلتزامات السيد رئيس الجمهورية والتي نصت حرفيا على ما يلي: ” تحقيق تَحّول رقمي، لتحسين الاتصال وتعميم استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال، خاصة في إدارات المرفق العمومي وتحسين حوكمة القطاع الاقتصادي”.
كما تّم إدراج هذه الأولوية ضمن مخطط عمل الحكومة في المحور المتّضمن عصرنة الإدارة والوظيفة العمومية، من خلال ضمان التحول الرقمي الذي أضحى ضرورة حتمية لتحسين جودة خدمات المرفق العمومي وعلاقاته بمرتفقيه، ببروز حوكمة إلكترونية حقيقية…….”.
يبدو جليا الأهمية القصوى التي توليها أعلى السلطات العمومية لهذا المجال الحيوي، لضمان الحوكمة في تسيير الشأن العام وهذا ما نسعى إلى تحقيقه على مستوى قطاعنا، من خلال تبّني استراتيجية رقمية مُتعددة الأوجه، ترتكز على أربعة محاور أساسية والمتمثلة فيما يلي:
محور الحوكمة، الـمُرتكز على جمع البيانات والمعلومات حول نشاطات القطاع وجعلها متناسقة وأكثر فعالية، تسمح باتخاذ أفضل وأنجع القرارات في الوقت المناسب وهذا ما يتّجلى في إطلاق هذه المنصة التي نحن بصدد استعراض مختلف وظائفها واستعمالاتها، خلال هذا اللقاء التفاعلي.
محور البنية التحتية: من خلال توفير بُنى تَحْتِية مُنَاسِبة لتوفير الخدمات الرقمية، بإنجاز مراكز البيانات والخَوَادِم والربط وأمن المعلومات وتقنيات التَوْطِين أو الاستضافة وتقنيات التَشْبِيك مع أنظمة معلومات خاصة بقطاعات أخرى.
محور الخدمة الرقمية الـمُقدمة، من خلال بناء نظام بيئي يُساعد على تطوير الكفاءات لمختلف الـمُتَواصلين مع القطاع (طالبي التكوين المؤسسات الاقتصادية، الـمُتخّرجين والـمُتَكونين) بإطلاق منصات رقمية وتطبيقات إلكترونية مثل (منصة مهنتي، منصة مهاراتي….).
محور البيداغوجيا: برقمنة الجانب البيداغوجي وعصرنة محتوى البرامج الـمُلقّنة والرفع من نوعية المراجع التي يعتمد عليها الـمُكَوِنُون في إعداد مضامين التدريس.
سيكون هذا اللقاء دون شك، مناسبة لتبادل الرؤي والأفكار بين مختلف المشاركين والـمُتدخلين في الشأن الرقمي على مختلف المستويات، للتَّعَرف قبل كل شيء، على مُكَوّنات منصة “تسيير” موضوع هذا اللقاء، وعرض آخر التحديثات والملفات الـمُدرّجة في مكوناتها وَتَدَارُس مختلف الإشكاليات المرتبطة بتفعيلها وتعميم استعمالها على جميع الأطراف الـمُتّدخلة في فِعْل التكوين وتسييره وإدارته، ومتابعته، وعلى رأس هؤلاء السيدات والسادة ولاة الجمهورية الذين سيكون بإمكانهم الولوج إليها للاستعلام أو الإثراء أو التطوير.
أغتنم هذه السانحة، لأدعو الـمُكلفين بإدارة هذه المنّصة على الـمُسّتويين المركزي والمحلي، إيلاء العناية اللازمة لتطوير خدماتها باستمرار، وجعلها كأداة للتسيير الشّفاف والفّعال لمختلف الميادين ذات العلاقة بالعملية التكوينية، لتحقيق، هدف التّحول الرقمي الذي ما فتئ السيد رئيس الجمهورية يُسّدي تعليماته في العديد من مجالس الوزراء لتجسيده وجعله إحدى الآليات التي يتعين تفعيلها لمحاربة الأساليب البيروقراطية التي انتشرت في دواليب الإدارة وحَجَّمت من فعاليتها ودورها في التنمية المستدامة للبلاد.

الاخبار الشائعة