تشهد العلاقات السورية التركية حالة من الجمود و القطيعة منذ احداث الربيع العربي سنة 2011، بحكم عدة اعتبارات سياسية و جيوسياسية،ادت باتخاذ أنقرة قرارات بدعم احد أطرف النزاع و تقديم العداء للطرف الأخر.
وبالعودة الى بداية الأزمة نجد أن انقرة دعت سوريا في بداية ازمتها الى اجراء اصلالحات سياسية تفاديا لأي انفلات أمني يدخل البلاد في حالة من الصراع و الاقتلال، لكن مع تصاعد الأزمة و محاولة النظام السوري السيطرة عليها بمختلف الأساليب، أصبحت الأمور محتلفة وتغير الخطاب السياسي الموجه لنظام السوري من قبل الجمهورية التركية،حيث دعا أردوغان الأسد إلى التنحي من المشهد السياسي، مما ادى بالقطيعة النهائية للعلاقات التركية السورية لحد كتابت هذه الأسطر.
الى ان الحديث عن عودة تطبيع العلاقات عاد من جديد بعد 11 سنة من القطيعة و المحاولات العديد و التي تكللت جلها بالفشل لعدة اعتبارات لايسعنى المقام للحديث عنها الان.
وهاهو اليوم الرئيس السوري، بشار الأسد، يدلى بتصريحات على هامش الادلاء بصوته اليوم في الانتخابات البرلمانية، المقامة بسوريا، إن سورية تتعامل بإيجابية مع أي مبادرة لتحسين العلاقات مع تركيا، لافتاً إلى أن إزالة أسباب الخلافات ستعيد العلاقات الطبيعية معها.
وأضاف قائلا: إن تركيا دولة جارة ويجب أن تكون علاقاتنا معها طبيعية، مشيراً إلى ضرورة انسحابها من أراضينا ووقف دعم مجموعات مسلحة”.
وفي وقت سابق من يوم أول أمس (السبت)، أكدت سوريا ، عبر بيان وزارة خارجيتها، أن أي مبادرة لتحسين العلاقة مع تركيا يجب أن تبدأ بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وذلك بعد أيام من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه قد يدعو نظيره السوري بشار الأسد إلى تركيا “في أي وقت”.
وأضاف البيان، أنه في مقدمة تلك الأسس انسحاب القوات المتواجدة بشكل غير شرعي من الأراضي السورية، ومكافحة المجموعات التي وصفتها بالإرهابية التي لا تهدد أمن سوريا فقط، بل أمن تركيا أيضا.
واوضح البيان، أن “أي مبادرة في هذا الصدد يجب أن تبنى على أسس واضحة ضمانا للوصول إلى النتائج المرجوة والمتمثلة بعودة العلاقات بين البلدين إلى حالتها الطبيعية”.
ومن جهته، قال وزير الخارجية التركي، هاكا فيدان، يوم أمس (الأحد) في مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان بإسطنبول، -عقب استقباله في زيارة عمل قادته الى تركيا-، أن “هناك مناطق في سوريا تخضع لسيطرة التنظيمات الإرهابية، وأخرى للمعارضة وأخرى لسيطرة النظام”.
وكرر فيدان ذكر كلمة “النظام” أكثر من مرة خلال المؤتمر الصحفي في معرض حديثه عن سوريا، مما يدل على أن تركيا تتعامل مع بشار الأسد (نظام الأسد)، كجزء من مكون الدولة السورية، بحكم دعمها للجزء الثاني وهي المعارضة السورية، التي قدمت لها دعم مطلق، من خلال استضافة إسطنبول مقرا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز مكونات المعارضة السياسية، قبل أن تبدأ بدعم الفصائل المعارضة المسلحة.
هذا و في وقت سابق من شهر جويلية الجاري، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخصوص امكانية تطبيع العلاقات التركية السورية، قائلا: “وصلنا الآن إلى نقطة أنه بمجرد أن يتخذ بشار الأسد خطوة نحو تحسين العلاقات مع تركيا، سنظهر له النهج نفسه”.
ويبقى السؤال المطروح هل نشهد عودة العلاقات السوريا التركية كما كانت عليه من قبل اندلاع أحداث الربيع العربي سنة2011!
مهدي نحال
Views: 8