شهد اجتماع مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، حول الوضع في قطاع غزة، إدانات واسعة للكيان الصهيوني بسبب انتهاجه سياسة التجويع ضد الشعب الفلسطيني، وسط تحذيرات من مخاطر كارثية بعد إعلان الأمم المتحدة رسميًا انتشار المجاعة في الأراضي المحتلة، إلى جانب تهديدات الاحتلال باجتياح مدينة غزة.
وخلال الجلسة، أكدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جويس مسويا، عبر تقنية الفيديو، أن “لا يكاد يوجد أحد في قطاع غزة لا يعاني من الجوع”، مشيرة إلى أن أكثر من نصف مليون إنسان يعيشون فعليًا في حالة مجاعة. وأضافت أن هذه الأزمة “ليست نتيجة كارثة طبيعية، بل هي مدبرة”، وجاءت بعد 22 شهرًا من تقويض وصول الإمدادات الإنسانية.
وأوضحت المسؤولة الأممية أن التقديرات تشير إلى معاناة نحو 132 ألف طفل فلسطيني من سوء التغذية الحاد، مع تضاعف عدد الأطفال المهددين بالموت ثلاث مرات، وارتفاع الخطر ذاته بين النساء الحوامل والمرضعات.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت، الجمعة الماضي، انتشار المجاعة في غزة، مؤكدة أنها تطال أكثر من نصف مليون إنسان، ومن المتوقع أن تتوسع لتشمل دير البلح وخان يونس خلال الأسابيع المقبلة.
من جانبها، شددت رئيسة منظمة “أنقذوا الأطفال”، إنغر أشينغ، على أن مجاعة غزة “مدبرة ومتوقعة ومن صنع الإنسان”، معتبرة أن “التجويع سياسة متعمدة وأبشع أشكال الحرب”. وأكدت أن الاحتلال بإمكانه “إنهاء هذه المجاعة الليلة إذا قرر ذلك”، لافتة إلى رفضه طلبات عشرات المنظمات غير الحكومية لإيصال المساعدات.
وفي السياق، صرح رامز الأكبروف، نائب المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط، أنه “لا أفق لنهاية الحرب في غزة”، مضيفًا أن “العمليات العسكرية المرتقبة ستؤدي إلى عواقب وخيمة، بينها نزوح مئات الآلاف”، مشيرًا إلى أن أكثر من 86 بالمائة من القطاع أصبح ضمن المناطق العسكرية الصهيونية.
ويواصل الاحتلال الصهيوني منذ مارس الماضي إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة، مانعًا إدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية في إطار سياسة تجويع ممنهجة.
وفي آخر حصيلة أعلنتها السلطات الصحية الفلسطينية اليوم، ارتفع عدد ضحايا العدوان الصهيوني المستمر منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 62.895 شهيدًا، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب 158.927 جريحًا.
Views: 4
