أعلنت منظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة (اليونيسف) أن ما لا يقل عن 600 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، نزحوا من مدينة الفاشر والمخيمات المحيطة بها في شمال دارفور بالسودان خلال الأشهر الأخيرة، فيما لا يزال أكثر من 260 ألف مدني، بينهم 130 ألف طفل، محاصرين في ظروف إنسانية مأساوية.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، في بيان للمنظمة صدر الأربعاء، إن مدينة الفاشر وبعد مرور 500 يوم على حصارها، أصبحت “بؤرة لمعاناة الأطفال”، حيث يتسبب سوء التغذية والأمراض والعنف في وفاة الأطفال بشكل يومي. وأضافت: “نحن نشهد مأساة مدمرة. أطفال الفاشر يتضورون جوعًا بينما تُمنع خدمات التغذية المنقذة للحياة التي تقدمها اليونيسف”.
وحذرت راسل من أن عرقلة وصول المساعدات الإنسانية تمثل “انتهاكًا جسيمًا لحقوق الأطفال”، مؤكدة أن حياة آلاف الأطفال “على المحك”، داعية إلى وصول إنساني كامل وفوري، بما في ذلك توسيع فترات وقف القتال للسماح بإيصال المساعدات إلى جميع المحتاجين.
كما لفتت المسؤولة الأممية إلى أن الخسائر التي لحقت بالأطفال “كارثية”، حيث تم التحقق منذ بدء الحصار في أبريل 2024 من أكثر من 1.100 انتهاك جسيم في الفاشر وحدها، شملت قتل وتشويه أكثر من 1000 طفل. وأضافت أن تقارير حديثة أكدت وفاة سبعة أطفال في هجوم على مخيم أبو شوك للنازحين بضواحي الفاشر.
وفي الوقت ذاته، أوضحت أن سوء التغذية الحاد ينتشر بسرعة كبيرة، حيث جرى علاج أكثر من 10 آلاف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم منذ يناير الماضي، وهو ما يقارب ضعف عدد الحالات المسجلة في العام السابق، مشيرة إلى أن “ما لا يقل عن 63 شخصًا، معظمهم نساء وأطفال، ماتوا بسبب سوء التغذية خلال أسبوع واحد فقط”.
أما عن الوضع الصحي العام، فقد كشفت المديرة التنفيذية لليونيسف أنه تم تسجيل أكثر من 96 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا، من بينها 2.400 حالة وفاة، مع قرابة 5 آلاف حالة اشتباه و98 وفاة في دارفور وحدها، مؤكدة أن الأطفال الذين أضعفهم الجوع في المخيمات المكتظة حول الطويلة وزمزم والفاشر أصبحوا عرضة بشكل متزايد للأمراض القاتلة المنقولة بالمياه.
يُذكر أن السودان يشهد منذ أبريل 2023 نزاعًا مسلحًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلف عشرات الآلاف من القتلى وأدى إلى تهجير وتشريد ملايين المدنيين
Views: 4