اختتم وفد صحراوي، مساء الاثنين، زيارة إلى البرتغال في إطار حملة تحسيسية نظمتها تمثيلية جبهة البوليساريو وجمعية أصدقاء الصحراء الغربية، بهدف التعريف بانتهاكات الاحتلال المغربي الجسيمة ضد الشعب الصحراوي وفضح نهب ثرواته الطبيعية.
وضم الوفد كلًّا من ياقوتة المختار مولاي، رئيسة المرصد الصحراوي لحماية الموارد الطبيعية والبيئة ومنسقة خارجية للشبيبة الصحراوية، ومامينا ملعينين، عضو لجنة الخارجية في اتحاد الطلبة الصحراويين.
انطلقت الحملة يوم 20 أكتوبر من كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة لشبونة بمحاضرة بعنوان “قضية الصحراء الغربية”، أشرفت عليها الأستاذة سوزانا ريفيغا ضمن برنامج الماجستير في التنمية والتعاون الدولي، حيث تم تناول الاستغلال غير الشرعي للثروات الصحراوية مثل الفوسفات والصيد والطاقة المتجددة، باعتباره امتدادًا لنهب استعماري مقنّع بما يسمى “الاستثمار الأخضر”، مع التنديد بالاتفاق الأخير بين الاتحاد الأوروبي والمغرب الذي شمل الصحراء الغربية في خرق واضح للقانونين الأوروبي والدولي.
كما احتضنت كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة “نوفا لشبونة” جلسة تفاعلية بعنوان “التاريخ والجغرافيا السياسية والقانون الدولي في الصحراء الغربية”، حضرها عدد كبير من طلبة العلوم السياسية والعلاقات الدولية الذين أبدوا اهتمامًا بمفهوم “الاستعمار غير المكتمل”، وتم خلالها تقديم شهادات حية عن القمع في الأراضي المحتلة.
وفي المدرسة العليا للاتصال الاجتماعي بلشبونة، تم تنظيم محاضرة حول تمثيل القضية الصحراوية في الإعلام، ركزت على تهميش الصوت الصحراوي في الإعلام الدولي وإعادة صياغته ضمن الرواية الرسمية المغربية، مع نقاش حول الصحافة الأخلاقية في النزاعات المنسية.
أما بجامعة كويمبرا، فاحتضن مركز الدراسات الاجتماعية جلسة خاصة لطلبة الدكتوراه في برنامج حقوق الإنسان والقانون الدولي تحت عنوان “الصحراء الغربية: حقوق الإنسان والنضال من أجل الاستقلال”، بإشراف الأساتذة ميغيل كاردينا وخوسيه مانويل بوريثا، أحد أبرز المدافعين عن القضية الصحراوية في المحافل الأممية.
وتناولت النقاشات الجرائم الممنهجة في المناطق المحتلة، خاصة القيود المفروضة على حرية التعبير والتنظيم، لتُختتم الحملة بمحاضرة عن “المرأة الصحراوية في معركة التحرير”، سلطت الضوء على نضال النساء في اللجوء وتحت الاحتلال.
وخلال لقاءات مع ممثلين عن الأحزاب والبرلمان البرتغالي، دعا الوفد الصحراوي الاتحاد الأوروبي إلى تحمّل مسؤوليته القانونية والأخلاقية في استمرار معاناة الشعب الصحراوي، بعد أن جدد اتفاقياته مع المغرب لتشمل أراضي الصحراء الغربية المحتلة في انتهاك صارخ لأحكام محكمة العدل الأوروبية.
وأكد الوفد أن البرتغال تملك موقعًا مؤثرًا داخل الاتحاد الأوروبي بفضل مواقفها المتوازنة من القضية الصحراوية، داعيًا لشبونة إلى لعب دور ريادي في إعادة طرح القضية على البرلمان الأوروبي والدفاع عن احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره واستقلاله.
Views: 105
