شارك رئيس مجلس الأمة، السيد عزوز ناصري، نيابة عن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في فعاليات القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، المنعقدة صباح اليوم الثلاثاء 04 نوفمبر 2025 بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث ألقى كلمة سيادة الرئيس أمام المشاركين في هذا الحدث الأممي.
وقد أكد الرئيس تبون في مستهل كلمته أن مشاركة الجزائر تأتي لإبراز المسار المعتمد في مجال التنمية الاجتماعية، مسار يستند إلى رؤية وطنية تجعل من العدالة الاجتماعية، وحماية الفئات الهشة، وتعزيز الإدماج، ركائز أساسية للسياسات العمومية، انسجامًا مع التزامات إعلان كوبنهاغن لسنة 1995 وأهداف التنمية المستدامة.
كما أشار رئيس الجمهورية إلى السياق العالمي الدقيق الذي تنعقد فيه هذه القمة، ما يجعل من الضروري تعزيز التعاون الدولي لإرساء سياسات قائمة على العدالة الاجتماعية وصون الكرامة الإنسانية، مذكرًا في هذا الإطار بأن دستور أول نوفمبر رسّخ مبدأ المساواة وشمل إدماج الفئات الهشة وذوي الاحتياجات الخاصة عبر مؤسسات فاعلة تعنى بالمجتمع المدني والشباب وحقوق الإنسان والجانب الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
وفي سياق عدد من الإجراءات الوطنية، استعرض الرئيس تبون جهود الجزائر في تحسين القدرة الشرائية للمواطن ومحاربة الفقر، من خلال:
رفع الأجر الوطني الأدنى.
إنشاء منحة البطالة لفائدة الشباب الباحثين عن العمل لأول مرة.
مراجعة الأجور والمنح والمعاشات، وإعفاء الدخل المنخفض من الضرائب.
توسيع منحة التضامن وتوفير مجانية العلاج والنقل لكبار السن.
وأشار الرئيس تبون كذلك إلى السياسات الموجهة لضمان تغطية اجتماعية شاملة عبر:
تعميم الحماية الصحية لتشمل الطلبة والعاطلين عن العمل.
ضمان مجانية العلاج في المؤسسات العمومية، وتحمل الضمان الاجتماعي نفقات العلاج في القطاع الخاص.
إطلاق خطة تنموية لمناطق الظل لفك العزلة وتعزيز العدالة الاجتماعية.
القضاء على أكثر من 45 ألف سكن هش، وتوفير برامج واسعة للسكن الاجتماعي والريفي.
أما في مجال تمكين المرأة، فتطرقت الكلمة إلى الجهود الرامية لتعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية، وضمان المساواة مع الرجل في جميع المجالات، إلى جانب حماية الأمومة والطفولة عبر تمديد عطلة الأمومة، وتوفير الدعم الصحي والتربوي لأكثر من 12 مليون تلميذ.
وفي ملف التشغيل، ذكر الرئيس بالإصلاحات الهيكلية التي تم اعتمادها، مثل قانون الاستثمار الجديد، وتشجيع المقاولاتية والمؤسسات الناشئة، ومواءمة التكوين مع احتياجات سوق العمل، فضلاً عن تعزيز الأمن الغذائي من خلال الاستثمار الفلاحي وحماية الموارد الطبيعية.
وفي سياق التحول الرقمي، أكد الرئيس تبون إعلان 2023 سنة وطنية للذكاء الاصطناعي، والتزام الجزائر بالمبادئ الدولية لحوكمته، وفي مقدمتها العدالة الرقمية وسيادة البيانات.
وفي ختام كلمته، جدد رئيس الجمهورية تمسك الجزائر بقيم السلم والتعاون واحترام القانون الدولي، ودعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، مشددًا على استمرار الجزائر في أداء دورها كشريك فعال لتحقيق التنمية المستدامة وبناء عالم أكثر عدلًا وتضامنًا وإنسانية.
Views: 4

