تتطلع الجزائر والصومال إلى تعزيز ديناميكية التعاون الثنائي بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، في ظل إرادة سياسية قوية وروابط تاريخية متينة بينهما، وذلك خلال زيارة الرئيس الصومالي الفيدرالي، حسن شيخ محمود، إلى الجزائر اليوم الاثنين.
وتشهد العلاقات بين البلدين حركية متزايدة في السنوات الأخيرة، تجلت من خلال الاتصالات المستمرة بين قائدي البلدين، بهدف فتح مرحلة جديدة من التعاون وتوحيد الجهود تجاه الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد التقى نظيره الصومالي في نوفمبر 2022 على هامش القمة العربية الـ31 بالجزائر، حيث أشاد بالجهود الجزائرية في دعم العمل العربي المشترك وتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية. كما تبادل الزعيمان الرسائل والمكالمات الهاتفية لتعزيز العلاقات الثنائية، وتلقى الرئيس الصومالي رسالة خطية في ديسمبر 2024 سلمها له وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
من جانبه، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، خلال مشاركته في اجتماعات إفريقية، على دعم الجزائر المستمر للصومال، مشدداً على أن هذا الدعم “موقف تاريخي راسخ” ويستند إلى قناعة الجزائر بأن أمن واستقرار الصومال جزء من أمن واستقرار منطقة القرن الإفريقي والقارة الإفريقية برمتها.
وخلال الزيارة الرسمية الأخيرة، تم الاتفاق على إنشاء لجنة وزارية مشتركة تعنى بملفات التعاون، ووضع آلية للتشاور السياسي بين الطرفين، بالإضافة إلى رفع عدد المنح الجامعية للطلبة الصوماليين من 15 إلى 50 منحة سنويا في مختلف التخصصات.
وعلى الصعيد السياسي، جددت الجزائر دعمها الثابت لسيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه، ورفض جميع أشكال التدخلات الخارجية، مؤكدة مساندتها للصومال في مواجهة الإرهاب. كما اتفقت الجزائر والصومال على تعزيز التشاور والتنسيق في مجلس الأمن حول القضايا التي تخص العالم العربي والقارة الإفريقية، مع تأكيد دعمهما لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وبخصوص الأزمات الإقليمية، أكد الجانبان على دعم استعادة أمن السودان واستقراره، وحل الأزمة في ليبيا عبر مسار سياسي جامع يضمن الوحدة الوطنية ويحد من التدخلات الأجنبية، وصولاً إلى تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وبناء مؤسسات شرعية موحدة.
Views: 108
