أكد ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا، عبد الله العرابي، اليوم السبت بمدريد، أن الشعب الصحراوي مصمم على مواصلة كفاحه ضد الاحتلال المغربي إلى غاية نيل الاستقلال، داعياً الحكومة الإسبانية إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية في الصحراء الغربية.
وخلال مظاهرة حاشدة نُظمت بالعاصمة الإسبانية تحت شعار “50 عاماً من المقاومة/الاحتلال”، وبمشاركة آلاف الصحراويين والمتضامنين الإسبان، شدد العرابي على أن الشعب الصحراوي “متمسك بحقه المشروع في تقرير المصير والاستقلال، وسيواصل مقاومته حتى تحقيق هذا الهدف”.
وأوضح أن هذه الفعالية جاءت للتنديد باتفاقيات مدريد التي وُقعت قبل خمسين سنة، معتبراً أن “الاحتلال وانتهاكات حقوق الإنسان وعدم تطبيق القانون الدولي هي نتائج مباشرة لتلك الاتفاقيات”. وأضاف أن الشعب الصحراوي “لم يكن يوماً وحيداً، بل حظي بدعم متواصل من الحركة التضامنية الإسبانية والأوروبية”.
وشهدت المظاهرة حضور شخصيات سياسية إسبانية بارزة عبّرت عن تضامنها مع القضية الصحراوية. وفي هذا السياق، أكد خوليو رودريغيز، الأمين المكلف بالسلام والأمن في حزب بوديموس، أن الشعب الصحراوي “له الحق في الاستقلال والسيادة”، مضيفاً: “بعد 50 عاماً من اتفاقيات مدريد، نخرج اليوم للدفاع عن حق الشعب الصحراوي في الحرية”.
من جهته، اعتبر فيكتور فالديز كاماتشو، المتحدث باسم حزب بوديموس في مدريد، أن “حق تقرير المصير للشعب الصحراوي يجب أن يُحترم دون تأخير”. وأعرب عن رفض المشاركين لما يسمى “مخطط الحكم الذاتي” المغربي، مشيراً إلى أنه “يقصي الشعب الصحراوي ويحرمه من حقه في الوجود والهوية، من خلال منع تنظيم استفتاء حر لتقرير المصير”.
وعشية المظاهرة، نظمت حركة تضامنية مخيماً توعوياً أمام وزارة الخارجية الإسبانية، بهدف تعريف الرأي العام الإسباني والأوروبي أكثر بقضية الصحراء الغربية وكفاح الشعب الصحراوي لأجل نيل الاستقلال.
وتجدر الإشارة إلى أن اتفاقيات مدريد الموقعة في 14 نوفمبر 1975، تعتبر – وفق القانون الدولي – غير شرعية، إذ تخلت بموجبها إسبانيا عن مسؤوليتها التاريخية كقوة مديرة للصحراء الغربية، وسمحت بمنح ما لا تملك لمن لا يستحق، خلافاً لقرارات الأمم المتحدة التي نصت منذ 1966 على تنظيم استفتاء حر وديمقراطي يمكّن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
Views: 103
