انطلقت اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025 في العاصمة الكونغولية كينشاسا أشغال الدورة السابعة والأربعين لمؤتمر رؤساء الاتحاد البرلماني الإفريقي، بحضور شخصيات رفيعة المستوى، من بينها رئيس الجمعية الوطنية الكونغولية، رئيس مجلس الشيوخ، رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الإفريقي، نائب رئيس اللجنة التنفيذية، والأمينان العامان للاتحاد البرلماني الإفريقي والدولي.
وخلال الجلسة الافتتاحية، ألقى السيد منذر بودن، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، كلمة أبرز فيها رؤية الجزائر والتزامها المستمر بدعم مسار التكامل الاقتصادي الإفريقي وتعزيز التعاون بين الدول الشقيقة عبر مختلف المبادرات القارية.
وأكد السيد بودن أن الجزائر، انطلاقًا من قناعة راسخة بأهمية الاندماج الإفريقي، تواصل دعمها القوي لكل الجهود الرامية إلى تنمية الاقتصاد الإفريقي وتوسيع مجالات التعاون بين بلدان القارة.
وفي هذا السياق، ذكّر بالنجاح الباهر الذي عرفته الطبعة الرابعة من معرض التجارة البينية الإفريقية الذي احتضنته الجزائر مؤخرًا تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، حيث جمع آلاف الفاعلين الاقتصاديين من مختلف البلدان، وشكل منصة لتعزيز المبادلات التجارية وتطوير الشراكات الاستراتيجية.
كما أشاد بإطلاق رئيس الجمهورية صندوقًا إفريقيًا لتمويل الشركات الناشئة والمبتكرين الشباب، معتبرًا أن دعم الطاقات الشبابية يمثل ركيزة أساسية لبناء اقتصاد إفريقي متجدد قادر على المنافسة عالميًا.
وأوضح أن هذه المبادرات تنسجم تمامًا مع أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، وتعكس رؤية جزائرية واضحة تعطي الأولوية لتمكين الشباب وتعزيز الاعتماد على القدرات الذاتية للدول الإفريقية.
وتوقف السيد بودن عند الأهمية الاستراتيجية لمشروع منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAf)، مؤكدًا أن إنجاح هذا المشروع يتطلب إرادة سياسية قوية، وتنسيقًا محكمًا لإزالة العراقيل وتحسين البنى التحتية للنقل واللوجستيك وتسهيل حركة السلع ورؤوس الأموال. وشدد على أن الجزائر كانت من أوائل الدول الموقعة على اتفاقية إنشاء المنطقة، ولا تزال تعمل بجد لترسيخ التجارة البينية وتعزيز التعاون “جنوب–جنوب”.
كما تطرّق نائب رئيس المجلس إلى التحديات الكبرى التي تواجهها القارة في مجالي الانتقال الطاقوي وتعزيز السيادة الوطنية، داعيًا إلى تكثيف الجهود من أجل تطوير مشاريع طاقوية مشتركة تستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة. وأشار إلى أن الجزائر تتبنى سياسة طاقوية طموحة مبنية على الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر والبحث العلمي، في إطار سعيها إلى تحقيق سيادة كاملة على مواردها الطبيعية.
وفي ختام مداخلته، جدّد السيد منذر بودن التأكيد على التزام الجزائر، تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بدعم كل المبادرات القارية التي تعزز التكامل وتكرّس التضامن بين الدول الإفريقية، مؤكدًا أن مستقبل إفريقيا سيُبنى بإرادة أبنائها، وأن قوة القارة تكمن في وحدة دولها وقدرتها على صياغة برامج تنموية تعكس تطلعات شعوبها نحو مستقبل مزدهر ومستدام.
Views: 3
