Homeالأخباركلمة معالي وزير الخارجية السيد أحمد عطاف بمناسبة يوم الدبلوماسية الجزائرية

كلمة معالي وزير الخارجية السيد أحمد عطاف بمناسبة يوم الدبلوماسية الجزائرية

كلمة معالي وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، بمناسبة يوم الدبلوماسية الجزائرية، الموافق ليوم 08 أكتوبر.
—-
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه الأمين
أصحاب السعادة، رؤساء البعثات الدبلوماسية وممثلو المنظمات الدولية والاقليمية المعتمدة بالجزائر ،
السيدات و السادة إطارات الوزارة،
السيدات الفضليات، السادة الأفاضل،
أعضاء أسرة الإعلام،
الحضور الكرام،
1- نحتفل اليوم بــ “يوم الدبلوماسية الجزائرية”، هذا العيد الذي يَحِلُّ علينا في الثامن من أكتوبر من كل عام، والذي يقترن بتاريخٍ عزيزٍ على قلبِ كل جزائري وجزائرية، ألا وهو تاريخُ انضمام الجزائر لمنظمة الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، وكدولة كاملة السيادة، وكدولة استرجعت استقلالها وسيادتها نظير تضحيات جسام يحفظُ لها تاريخ البشرية مكانةً خاصة ويسجل لها إلهامها الأكيد لحركات التحرر في إفريقيا خاصةً وخارجها عامةً.
2- إن هذه المحطة التاريخية التي فرضت عودة الجزائر إلى الحياة الدولية بعد كسوفٍ استعماري طويل، قد شكلت في ذات الحين نقطة انطلاق مسيرة الوفاء بالالتزام الذي قطعته بلادُنا على نفسها يوم انضمامها لهذا المحفل الأممي الجامع. وهو الالتزام بالمساهمة الفعلية في إعلاء القيم والمبادئ والمقاصد التي قامت عليها ومن أجلها منظمةُ الأمم المتحدة في سبيل توفير الأمن والاستقرار والتنمية والرفاه للجميع دون إقصاء أو تمييز أو تفضيل.
3- يُعرف عن الدبلوماسية الجزائرية، ويُعترف لها، ما قدمته من إسهاماتٍ فعليةٍ في ظروف حاسمة وفي مراحل مفصلية من تاريخ منظمتنا الأممية، وفي مسيرة العمل على تحقيق الأهداف المشتركة للمجموعة الدولية على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة:
– إسهاماتٌ دعمت المد التَّحَرُّرِي وساندت بقوة حق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها وافتكاك استقلالها.
– إسهاماتٌ كرست حق دول العالم الثالث في تحقيق التنمية الاقتصادية مثلُها مثلُ باقي دول المعمورة.
– إسهاماتٌ كشفت مواطن الخلل في المنظومة الدولية وأكدت حتمية بناء نظام عالمي جديد يقوم على الاحترام المتبادل والمساواة السيادية والترابطية المنصفة.
– إسهاماتٌ في المناداة بضرورة قيام منظومة اقتصادية عالمية تكفل حق الجميع في التنمية الاقتصادية والازدهار الاجتماعي.
– وإسهاماتٌ صنعت مكانةً خاصة للجزائر في مجال الوساطة الدولية لإنهاء الأزمات وحل الصراعات والنزاعات عبر السبل السلمية.
4- واليومَ كما الأمسْ، تُواصل الجزائر، تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، الاضطلاع بدورها كقوة اتِّزانٍ وتوازنٍ تتحمل ما يُمليه عليها الواجب والمسؤولية في نشر الأمن والاستقرار وترقية ثقافة الحوار والتعايش السلمي على المستويات الاقليمية والدولية.
5- إن بَلَدَنا مَدينٌ لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، دَيْن العرفان على العطاء والاعتراف به، لِما أضفاه من تحولات نوعية ومن تكييفات صائبة على سياستنا الخارجية:
– فهو الذي زاد سياستنا الخارجية تجذراً في المراجع والمبادئ والقيم التي أفرزتها ثورتنا التحريرية والتي تشبعت بها دبلوماسية الدولة الجزائرية المستقلة السيدة.
– وهو الذي جعل من سياستنا الخارجية سياسةَ دولةٍ وطنية أصيلة وليس سياسة نظامٍ سياسي بعينه ولا سياسةً في خدمة شخصٍ أو في خدمة مصالح فردية آنية، كما كان الأمر في ماضٍ ليس ببعيد عنا أو عن ذاكرتنا.
– وهو الذي أعاد الاعتبار كاملاً للمصلحة الوطنية كمصدر إلهامِ وصُنعِ وتنفيذِ القرار السياسي الخارجي لبلادنا، مثلما جعل من المصلحة الوطنية ذاتها مُفَعِّلاً ومُوَجِهاً لسياستنا الخارجية في كل الأبعاد والمضامين التي تنطوي عليها وفي كل المجالات والفضاءات التي تنتشر فيها.
– وهو الذي جعل من مشروع نمو وتنمية البلد مشروعاً شاملاً متكاملاً يتوجب على سياستنا الخارجية الاضطلاع بدورها كاملاً فيه وأداءُ ما يُنتظر منها أداؤه على الوجه الأمثل.
– وأخيراً، هو الذي حوَّل انشغالاتِه بتطلعات جاليتنا بالخارج وبطموحاتها في توطيد الروابط بالوطن الأم، إلى مشاريع ميدانية متنوعة، تُخفف عنها أعباء الغربة قدر المستطاع، وتُحافظ على انتمائها الأصيل للمجموعة الوطنية.
6- وقد تَكَلَّلَ هذا التوجه الاستراتيجي الفارق بتعزيز دور الجزائر في فضاءات انتمائها العربية، والإفريقية، والأورو-متوسطية، وتعميق علاقات التعاون والشراكة التي تجمعها بالدول الأوروبية وبالاتحاد الأوروبي، وتعزيز حضورها في القارتين الأمريكية والأسيوية، بصفتها شريكاً ملتزماً بالمساهمة في تعزيز التعاون الدولي والدفع بأهداف السلم والأمن والتنمية المستدامة.
7- وكتتويجٍ نوعي وامتدادٍ طبيعي لهذه الجهود ولهذه المساعي، جاء انتخابُ الجزائر لعضوية مجلس الأمن في صورة تزكيةٍ دولية واسعة النطاق، تُشَجِّعُ بِلادَنا على مواصلة دورها، وَتُبَارِكُ الأولويات التي حددتها لعهدتها المقبلة في هذا الجهاز الأممي المركزي.
أيها الجمع الكريم،
8- إن الاستعداد لتولي هذه المسؤولية واعتلاءِ هذا المنبر في أكثر ساحات العمل الدولي تميزاً وأهميةً، يفرض علينا أن ندرك تمام الإدراك حجم التحديات الاستثنائية التي تفرضها الأوضاع الدولية والإقليمية في المرحلة الراهنة.
9- تحدياتٌ تتجلى ملامِحُها على المستوى الدولي في ستة (6) معطياتٍ أساسية تُعيد جميعها إلى الأذهان رجاحة ما تقدمت به الجزائر من أفكار وما طرحته من مبادرات منذ سبعينيات القرن الماضي:
– المُعطى الأول: يكمن في الأزمة التي أَلَمَّتْ بمنظومة الأمن الجماعي التي أضحت عرضة للتلاشي والاندثار أمام تصاعد منطق “توازن القوى” على حساب منطق ترابط المصالح واحترامها المتبادل، طبقاً لما تمليه أبجديات وبديهيات ما يمكن تسميته بـــ “الصالح العام الدولي”.
– المُعطى الثاني: يتمثل في حالة الشلل التي أصابت مجلس الأمن في أعقاب الحرب الروسية-الأوكرانية، والتي كان من مخلفاتها أن جرَّدت هذا الجهاز المركزي في بنية الأمن الجماعي من قدرة التحرك والمبادرة وبسطِ تأثيره في البحث عن الحلول للأزمات الدولية.
– المُعطى الثالث: يكمن في غياب الفعالية التي أضحت تشكل السمة الرئيسية للعمل الدولي متعدد الأطراف في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والبيئية.
– المُعطى الرابع: يتجسد في عودة ظاهرة الاستقطاب إلى العلاقات الدولية بكل ما تحمله من أخطار ومن تداعيات ترمي بثقلها على جميع دول المعمورة.
– المُعطى الخامس: يتمثل في تراجع وتصدع الأنظمة الدولية الرامية إلى إحداث نزعٍ شاملٍ وكاملٍ للسلاح تحت رقابة دولية ناجعة. وهو ما أَبْعَدَ توخي الهدف المرجو وسَرَّعَ من جديد في وتيرة التسابق نحو التسلح على نطاق واسع.
– المُعطى السادس والأخير: تعكسه الأزمة التي أصابت النظام الاقتصادي العالمي، لاسيما مؤسسات بروتن وودز (Bretton Woods) التي أثبتت عجزها عن مواكبة احتياجات الدول النامية على وجه الخصوص. فهي اليوم محلُّ جهودٍ حثيثة، ومطالبَ ملحة، لإدخال إصلاحات عميقة عليها، بالشكل الذي يحد من وضعها تحت تصرفِ وفي خدمةِ أقليةٍ ساحقة على حساب أغلبيةٍ مسحوقة.
10- وإن كان هذا حال الأوضاع الدولية، فإن الأوضاع الإقليمية في منطقتنا، وفي جوارنا المباشر خصيصاً، هي الأخرى تشهد تأزماً غير مسبوق، يُمكن تلخيص أبرز سماته في أربعة مشاهد مقلقة وصادمة:
– المشهد الأولً: يكمن في تزايد وامتداد وتفاقم بؤر التوترات والأزمات والصراعات، لا سيما في منطقة الساحل الصحراوي التي أضحت تشكل “قوساً من اللاأمن واللاإستقرار” يمتد من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي.
– المشهد الثاني: يتمثل في اتساع رقعة وتزايد حدَّة آفة الإرهاب، التي قُوبل انحسارها في أجزاء أخرى من العالم بتغلغلٍ وامتدادٍ كبيرين في قارتنا الإفريقية، وبالخصوص، مرة أخرى، في منطقة الساحل الصحراوي. وهو الإرهاب الذي ازدادت أعداده، وتنوع عتاده، وتوسعت رقعة تواجده، وتطورت أساليبه القتالية، وبَلَغَ بَسْطُ نُفوذه على مناطق شاسعة حدَّ تحويله إلى سلطاتٍ محليةٍ فعلية.
– المشهد الثالث: يكمن في العودة القوية، وللأسف، لظاهرة التغييرات غير الدستورية للحكومات إلى الواجهة، حيث سجلت قارتنا ما لا يقل عن 22 انقلابا عسكرياً منذ عام 2000، فيما سجلت منطقة الساحل الصحراوي لوحدها ما لا يقل عن ثمانية انقلابات عسكرية خلال السنوات الثلاث الماضية.
– المشهد الرابع والأخير: يتمثل في تراجع الدور الافريقي تحت مظلة منظمتنا القارية، أو تحت غطاء التجمعات الاقليمية الأخرى، في مواجهة هذه التحديات وهذه التهديدات التي لم تعرف لها قارتنا مثيلاً في تاريخها المعاصر.
أيها الجمع الكريم،
11- إن هذه الظروف الاستثنائية تفرض على الدبلوماسية الجزائرية بذل جهود استثنائية حتى تكون على قدر المسؤولية الهامة الملقاة على عاتقها وفي مستوى الثقة الغالية الموضوعة في بلادنا.
12- في هذا الإطار، وبناءً على الأولويات التي حددتها لعهدتها المقبلة بمجلس الأمن، سَتَكُونُ الجزائر لسانَ حالِ فضائي انتمائها العربي والافريقي، وستعملُ رفقة بقية الدول الأعضاء، على تشكيلِ كُتلةٍ متجانسةٍ تُشجع على التوازن وتَجَاوُزِ الخلافات والنأي بهذه الهيئة الأممية المركزية عن التجاذب والاستقطاب. كما ستسهر على المساهمة في الجهود الرامية إلى إعطاء نفس جديد وإضفاء فعالية أكبر على العمل الدولي متعدد الأطراف.
13- ولا شك أن “أجندة الإصلاح” التي ظلت تراوح مكانها طيلة العقود الماضية، قد أصبحت تفرض نفسها اليوم بإلحاح واستعجال كبيرين وكحتمية لا غنى عنها أمام تحديات ورهانات القرن الواحد والعشرين. وعناوينُ الإصلاحِ هذا تكمن في دمقرطة القرار الدولي، وإسهام الجميع في صنعه وبلورته بطرقٍ جامعة غير إقصائية أو تمييزية أو تفضيلية.
14- وأكثر من هذا كله، أود أن أؤكد على القناعة التي تولدت لدينا بأن الوقت قد حان لتجاوز منطق كَفِّ الأنظار وشُحِّ المساعي في مواجهة الأزمات، واستبداله بالتكفل الفعلي والحقيقي بهذه الأزمات، وبالتعاطي معها حتى الوصول إلى حلول مستدامة لها. فمن غير المعقول أن نشهد تراكم هذا الكم الهائل من التوترات والأزمات والصراعات دولياً وإقليمياً وأن نشاهد بأم أعيننا الويلات والمآسي التي تترتب عنها، والمجتمع الدولي غائب أو مغيب.
15- إن هذه القناعة الراسخة بضرورة التحرك للتخفيف من حدة الأوضاع المأساوية المحيطة بنا قد شكلت الحافز الرئيسي للمبادرات التي تقدم بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بهدف بلورة حلول سلمية للأزمات، لا سيما في جمهورية النيجر أين تسعى الجزائر لتجنب خيار اللجوء لاستعمال القوة وبلورة مخرج سياسي للأزمة التي ألمت بهذا البلد الشقيق، بما يضمن أكبر قدر من الاجماع داخلياً وإقليمياً.
16- كما كانت ذات القناعة وراء:
– المساعي الناجحة التي أشرف عليها السيد رئيس الجمهورية للمساهمة في توحيد الصف الفلسطيني،
– والمساعي الحميدة التي بادر بها في سبيل بعث مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا،
– والأفكار الهامة التي طرحها بصفته قائد الجهود القارية لمكافحة الارهاب والتطرف العنيف،
– وكذا المقاربة المجدية التي أرساها بغية تفعيل العلاقة الترابطية الوثيقة بين التنمية والأمن لتمكين قارتنا من معالجة الأسباب الجذرية للأزمات المستفحلة فيها.
17- وذات القناعة لا تزال تنير درب الجهود التي تبذلها الجزائر للمساهمة في تغليب منطق الحوار والتفاهم بين الأشقاء في جمهورية مالي الذين نحثهم على استئناف تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر، مثلما نحث أشقاءنا في دولة ليبيا على الإسراع في التوافق بشأن تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية تنهي الأزمة بصفة نهائية ومستدامة، بما يخدم الأمن والاستقرار والتنمية في هذا البلد الشقيق.
18- كما تؤكد الجزائر أنها لن تتخلى عن دعمها للقضايا العادلة، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وما الأوضاع المأساوية التي تمر بها المنطقة في هذه اللحظات إلاَّ نتاجُ إنكارِ هذا الحق المشروع غير القابل للتصرف أو التقادم. لقد ماتت في الشعب الفلسطيني شعلة الأمل، كيف لا وجيلٌ كاملٌ منهم لم يرى ولم يسمع ولم يقرأ عن عملية سلامٍ جديةٍ تنشغلُ بأحواله، وتحاولُ رفع الغبن والظلم عنه، وتُلَبي ما ضَمِنَتْهُ له الشرعية الدولية من حقوق وطنية ثابتة أكيدة ومشروعة.
19- والشعب الصحراوي بدوره يعاني من مواصلة هضم حقوقه، والتنكُّر لتطلعاته، وتجريده من فرص التعبير عن خياراته. فله الحق في تقرير مصيره بيده، وله الحق في المطالبة بإنهاء احتلال أراضيه، وله الحق في طي الصفحة المؤلمة لآخر مستعمرة في قارتنا، وفقاَ لقرارات الشرعية الدولية التي صَنَعَتْها مجتمعةً، الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
إطارات الوزارة الموقرة،
20- وأنا أختتم كلمتي هذه، لا يسعني بهذه المناسبة السعيدة، إلا أن أتقدم لكم بأحر التهاني وأطيب التمنيات وأزكاها بالتوفيق والسداد في أداء مهامكم النبيلة وفي التجند بصفة دائمة لتقديم المزيد للحفاظ على المصالح الوطنية العليا وإعلاء كلمة الجزائر بين الأمم والدفاع عن عدل وصواب مواقفها في الساحة الدولية.
21- وكلي ثقة بأنكم واعون تمام الوعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقكم لتمكين دبلوماسية بلادنا من قطع أشواط نوعية إضافية في ترقية العلاقات التي تربط الجزائر بالبلدان الشقيقة والصديقة والشريكة، ومع مختلف التجمعات الإقليمية والجهوية، وتعزيز دور الدبلوماسية الاقتصادية في مسار التنمية الوطنية، وكذا إيلاء العناية اللازمة لأعضاء جاليتنا الوطنية بالخارج تجسيداً للتعليمات السامية للسيد رئيس الجمهورية.
22- كما لا يفوتني أن أترحم على أرواح رفقاء الدرب الذين التحقوا بالرفيق الأعلى، لا سيما أولئك الذين قضوا نحبهم أثناء أداء مهامهم بالخارج، مستذكراً جهودهم المضنية وتضحياتهم الجسام في سبيل الدفاع عن مصالح الجزائر وقيمها ومبادئها أيا كانت التحديات التي تعترض سبيلها وأيا كان نطاق امتحان صلابتها وجدارتها وقوة مراميها وشرعية مقاصدها.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

Views: 0

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

spot_img

الاخبار الشائعة