Homeالأخباركلمة رئيس المجلس الشعبي الوطني "خلال اليوم البرلماني "بورصة الجزائر بين الواقع...

كلمة رئيس المجلس الشعبي الوطني “خلال اليوم البرلماني “بورصة الجزائر بين الواقع والمأمول في تنمية الاقتصاد الوطني

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

أيها الحضور الكريم، كلٌّ بعالي مقامه وسامي وصفه وقدْره.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد كان ولا يزال لعهدتنا هذه من التميز والشرف أن رافقت الإصلاحات التي أطلقتها الجزائر في عهدها الجديد ، إصلاحات شاملة ومتكاملة ، ومن البديهي أن يبدأ الإصلاح من هنا ، وفي هذه القبة التي أوكل لها الدستور مهمة التشريع والمراقبة والمرافقة، وقد كانت الإصلاحات الاقتصادية التي باشرها السيد رئيس الجمهورية وفاء لالتزاماته في قلب التحول، تحول أعاد للجزائر هيبتها وموقعها وحضورها القوي بمؤسساتها القوية وفي مقدمتها مؤسسة الجيش الوطني الشعبي الذي كان ويبقى واليوم أكثر من أي وقت مضى الحصن الحصين والدرع المتين، متماسكا مع كل القوى الأخرى، من أجل ضمان الأمن وديمومته، وفي هذا الصدد رافق مجلسنا هذا التحول وكانت العديد من القوانين قد تمت مناقشتها وإثراؤها والمصادقة عليها في هذا المجلس و منها قوانين المالية، القانون النقـدي والمصرفي، الصفقات العمومية وغيرها.

كل هذا يأتي ضمن مسار هادف إلى ترشيد السياسة المتوجهة أساسا لإصلاح السوق المالية وتفعيل مساهمتها في التنمية الاقتصادية ، لأن نجاح أي دولة اليوم أصبح يعتمد على تطوير الأسواق المالية، خاصة منها بورصة الأوراق المالية، وهذا ما دفع ببلادنا في ظل هذا الإصلاح الشامل إلى اتباع مناهج جديدة وتحيين أخرى واتخاذ قرارات جريئة بإدراج مؤسسات مالية جديدة في البورصة، من أجل تحقيق التطور الاقتصادي، باعتبار أن بورصة الأوراق المالية عامل مهم وحاسم في خدمة التنمية الاقتصادية، والتحكم فيها بالآليات الحديثة والقادرة على المنافسة تعد وجهة مهمة بالنسبة للمستثمرين والباحثين عن السيولة على حد السواء.

لقد عانت المؤسسات الاقتصادية عموما من محدودية التمويل ، بالشكل الذي وقف فيه هذا الجانب عائقا أمام التنمية ، وبذلك يصف الكثير من المختصين بورصة الأوراق المالية على أنها فاعلٌ رئيس لسوق رأس المال، والخبراء يربطون بين نجاح التنمية الاقتصادية ووجود بورصات الأوراق ذات النشاط الفعال والكفاءة العالية. والجزائر اليوم تسابق الزمن لتدارك التفاوت مقارنة بالدول المتقدمة وذلك بتوفير الجو الملائم والتمويل اللازم لعملية التنمية الاقتصادية.

إن مسألة تمويل التنمية الاقتصادية من المواضيع المطروحة في الجزائر، والتي تعمل السلطات على إيجاد الحلول المناسبة لها، في ظل ازدياد الحاجة إلى رؤوس أموال إضافية وتسريع وتيرة التنمية حتى تواكب متطلبات واحتياجات المجتمع على كافة الأصعدة.

فالأمر يحتم إرساء آلية حقيقية كفيلة بهذه المهمة والمتجسدة على الخصوص في سوق المال بجانبيه، سوق النقد وما يوفره من تمويل في الآجال القصيرة عبر كامل مؤسساته، وسوق رأس المال وقدرته على توفير التمويل الكافي في الآجال الطويلة، والسيولة اللازمة من خلال سوق الإصدار وبورصة الأوراق المالية.

إن الهدف من الإصلاحات التي مست بورصة الأوراق المالية كفيلة بأن تتماشى مع التحولات التي يشهدها الاقتصاد الجزائري.

وقد باشرت الدولة تحت قيادة السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية هذه الإصلاحات لتحقيق مختلف الخطط الإنمائية، فالتطور الاقتصادي يؤدي بالضرورة إلى الزيادة في الدخل القومي، كما يؤدي إلى التنويع في القطاعات الاقتصادية، وينعكس على المستوى المعيشي للسكان.

أيها الحضور الكريم

إن جملة الإصلاحات التي باشرتها الجزائر، والمخططات التي وضعتها من أجل تحقيق التحول جعل من تطوير الاقتصاد عامة والقطاع المالي خاصة في صلب الاهتمام، مما سينعكس على القدرة التنافسية للبلاد، كما يجعل منها بلدا يسهم في الاقتصاد القاري والعالمي وفي الحضارة الإنسانية بما توفر لها من إمكانيات هائلة.

إن هذا اليوم أردناه لنبين مجهودات الدولة في التأسيس لعهد جديد لبورصة الجزائر بعد إعادة تفعيل دورها وتوسيع نشاطها كمكمل للتمويل البنكي، كما هو فرصة لطرح أهم الإنجازات والتوقعات وكذا كيفية تجاوز العراقيل التي تقف أمام تطوير قطاع سوق المال ويبرز مسعى السلطات العمومية توطين الصناعة المالية الإسلامية وتحقيق الشمول المالي.

أيها الإخوة المحاضرون، أيها الخبراء والمختصون، شاكر لكم حضوركم وإسهامكم في هذا اليوم، ومن المؤكد أنكم ستضعوننا في عمق التصور بين الواقع والمأمول، وستكشفون لنا من خلال بحوثكم وأفكاركم ما وصلت إليه جزائر اليوم بعد أن هيأت الظروف والأسباب، وعزمت المضي نحو استكمال عوامل الإصلاح خاصة في قطاع المالية ، وبالأخص في جانب البورصا ، وذلك هو المقصود من يومنا البرلماني هذا والذي نتمنى فيه التوفيق والسداد ، وعلى الله قصد السبيل،

شاكرا مرة أخرى لكل الزملاء والإطارات الذين بذلوا جهدا محمودا للتحضير لهذا اليوم، وأخص بالشكر والتقدير السيد النائب الوردي براجي، على ما أبداه من حرص كبير مأجور عليه بإذن الله.

وإنني أعلن عن إن افتتاح وانطلاق أشغالكم الميمونة بإذن الله.

والله الموفق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاخبار الشائعة