Homeالأخبارترامب ينجو من الموت... سجل حافل في محاولات اغتيال الرؤساء بأمريكا

ترامب ينجو من الموت… سجل حافل في محاولات اغتيال الرؤساء بأمريكا

عنف سياسي ليس بالجديد سجله التاريخ في أمريكا، ومشاهد وثقت على مر الزمان لأحداث دامية شهدتها الساحة السياسية هناك.

قبل أيام فقط من تأكيد اختياره كمرشح عن حزب الجمهورية لانتخابات أمريكا، دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، كاد أن يلقى حتفه في محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها على مرأى الجميع.

حادثة قد يبدو ظاهرها مخيفًا، إلا أنها قد تحمل في طياتها شعاع تتويج لصالح ترامب ودخوله البيت الأبيض من جديد، خاصة وأنه قد استغل الأمر بلعب دور الضحية لاستقطاب وأخذ استعطاف أكبر عدد ممكن من المصوتين في وقت لا يملك هؤلاء خيارات أكثر جاذبية قد ينجرون وراءها.

“علينا أن نبدأ من جديد”، كلمات اختارها ترامب في أول ظهور له خلال حضوره المؤتمر العام للحزب الجمهوري بعد محاولة الاغتيال، والذي تم خلاله الإعلان الرسمي لأعضاء الحزب باختياره مرشحًا لرئاسيات أمريكا.

خلل أمني مكشوف لأجهزة الأمن الأمريكية بعد أن شهد المتواجدون في التجمع يوم رعب انتهى بإصابة مرشحهم ترامب، لكن في الوقت نفسه لا تعتبر الحادثة الأولى من نوعها في تاريخ البلاد، فقد عرفت أمريكا على مر التاريخ اغتيالات فاشلة بالجملة لعدد من رؤساء أمريكا، من لينكولن إلى ترامب. نتطرق لها فيما يلي:

أبراهام لينكولن (1861-1865)
قبل حادثة اغتياله الشهيرة، كانت هناك محاولات لاستهدافه، منها حادثة إبطال خطة لنسفه في بالتيمور عندما كان في طريقه إلى واشنطن لحضور حفل تنصيبه.

أندرو جاكسون (1835)
كانت محاولة اغتيال جاكسون هي الأولى في تاريخ الولايات المتحدة. أطلق المهاجم ريتشارد لورانس النار على جاكسون، ولكن الرصاصتين فشلتا في إصابته، ويقال إن جاكسون هاجم المهاجم بعصاه.

ثيودور روزفلت (1912)
أثناء حملته الانتخابية، أطلق جون شرانك النار على روزفلت، لكن الرصاصة أصابت كتاب الخطاب السميك الذي كان يحمله في جيبه، مما أنقذه من إصابة خطيرة.

فرانكلين روزفلت (1933)
في ميامي، حاول جوزيبي زانغارا اغتيال روزفلت، لكنه أخطأ وأصاب العمدة أنطون سيرماك بدلاً منه. نجا روزفلت دون إصابة.

هاري ترومان (1950)
تعرض ترومان لمحاولة اغتيال على يد قوميين بورتوريكيين أثناء إقامته في بلير هاوس. تبادل الحرس النار مع المهاجمين، وتم إحباط المحاولة.

جون كينيدي (1963)
قبل نجاح عملية اغتياله في دالاس، كانت هناك محاولات سابقة لاستهدافه، منها حادثة إبطال خطة لضربه بقنبلة في شيكاغو.

جيرالد فورد (1975)
تعرض لمحاولتي اغتيال في نفس الشهر: الأولى على يد لينيت فروم، والثانية على يد سارة جين مور. نجا من كلتيهما بفضل تدخل الأمن.

رونالد ريغان (1981)
حاول جون هينكلي اغتيال ريغان بإطلاق النار عليه. أصابت الرصاصة ريغان في صدره، لكنه نجا بفضل العلاج الطبي السريع.

جورج دبليو بوش (2001-2009)
واجه عدة تهديدات ومحاولات اغتيال، منها حادثة إلقاء الحذاء عليه في العراق من قبل صحفي عراقي. رغم أنها لم تكن محاولة اغتيال تقليدية، إلا أنها كانت حادثة بارزة.

باراك أوباما (2009-2017)
تعرض لعدة تهديدات ومحاولات اغتيال بسبب خلفيته العرقية وقراراته السياسية، ولكن جميعها تم إحباطها بفضل جهود الأمن الرئاسي.

دونالد ترامب (2017-2021)
كانت هناك محاولات لاستهداف ترامب، منها حادثة إرسال طرد مشبوه يحتوي على مادة الريسين، والتي تم إحباطها بفضل الفحص الأمني.

تظهر هذه الحوادث أن الرؤساء الأمريكيين كانوا دائماً عرضة للتهديدات ومحاولات الاغتيال. هذه الأحداث تعكس الأهمية البالغة لتعزيز الأمن الرئاسي واتخاذ التدابير الوقائية الصارمة لحماية الرؤساء.

تاريخ محاولات الاغتيال الفاشلة للرؤساء الأمريكيين يقدم دروساً مهمة حول أهمية الأمن والحماية للرؤساء وكيفية التعامل مع التهديدات بفعالية. الأحداث الماضية تسلط الضوء على المخاطر المستمرة التي يواجهها الرؤساء وأهمية الجهود المستمرة لتعزيز الأمن الوطني.
تاريخ محاولات اغتيال الرؤساء في الولايات المتحدة يكشف عن جوانب مهمة من الديناميكيات السياسية والاجتماعية في البلاد. فهذه الحوادث لا تعكس فقط العنف السياسي الذي يرافق الفترات الانتقالية والتوترات الحزبية، بل تسلط الضوء أيضاً على التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجه القيادة السياسية في ظل عالم متغير ومعقد. إن تكرار هذه المحاولات يشير إلى مدى أهمية اتخاذ تدابير أمنية صارمة ومستدامة لحماية الشخصيات السياسية البارزة.

من الناحية السياسية، يمكن أن تُفسر محاولات الاغتيال كأدوات تستخدمها أطراف متطرفة للتعبير عن رفضها لسياسات معينة أو لإحداث تغيير قسري في السلطة. وقد ساهمت هذه المحاولات في تعزيز السياسات الأمنية وتشديد الإجراءات حول الشخصيات العامة، مما أدى في كثير من الأحيان إلى تغييرات جذرية في بروتوكولات الأمن الرئاسي.

كما أن هذه الحوادث تثير أسئلة حول التأثير السياسي لمحاولات الاغتيال على العملية الديمقراطية نفسها. فالنجاة من محاولة اغتيال قد تُعزز شعبية الرئيس وتزيد من التعاطف الجماهيري، مما قد يكون له تأثير مباشر على نتائج الانتخابات والتوجهات السياسية. وفي حالة ترامب، استغلاله لحادثة الاغتيال الفاشلة لتعزيز صورته كضحية قد يكون له تأثير ملموس على زيادة التأييد الشعبي له.

لكن الأهم من ذلك هو الدروس المستفادة حول الحاجة إلى تعزيز الوحدة الوطنية والاعتماد على أسس الديمقراطية للحفاظ على استقرار البلاد. فالهجمات على الرؤساء ليست مجرد تهديدات فردية، بل تهديدات للنظام السياسي بأكمله. ومن هنا، يتوجب على الولايات المتحدة أن تستمر في تطوير استراتيجيات أمنية شاملة تضمن حماية قادتها وتعزز في الوقت نفسه ثقة الجمهور في المؤسسات الديمقراطية.

في النهاية، تبقى قضية محاولات اغتيال الرؤساء تذكيراً دائماً بأهمية التوازن بين الحرية والأمن، وضرورة التكاتف الوطني لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية، وضمان بقاء الديمقراطية الأمريكية قوية ومستقرة في مواجهة كل التهديدات.

أمينة غاني

الاخبار الشائعة