Homeالأخبارطوفان الأقصى... غزة العزة

طوفان الأقصى… غزة العزة

عام على معركة طوفان الأقصى… حربٌ تلقّى فيها العدو صفعةً ذكيةً قاتلة أربكت توازنه، وهجومٌ سُجّل على أنه الأكثر نجاحًا ضد المشروع الصهيوني، قُتل فيه ما يزيد عن 1000 إسرائيلي، وأُسر 250 أسيرًا ورهينة. عمليةٌ تمّت بنجاح، أُطلق خلالها 5500 صاروخ في غضون 20 دقيقة تجاه أهداف مختلفة للمواقع العسكرية الصهيونية.

ردٌ دنيءٌ يفتقر لأدنى قوانين الحرب الدولية جاء بعد الصفعة التي تلقتها تل أبيب، حيث عمدت إلى استخدام كل أنواع الإبادة والقتل والتعذيب بحق الفلسطينيين لتشفي غليلها من خلال سفك دماء الأبرياء الذين رووا أرضًا طيبة مباركة، وقدّموا شهداءهم من قادتهم قبل جنودهم، على رأسهم المجاهد الشهيد إسماعيل هنية. وقد سُجل ارتفاع عدد الشهداء إلى 42 ألف شهيد و97 ألف مصاب، دون أن ننسى المفقودين الذين لا يزالون حتى الساعة تحت ركام القصف المتواصل على المدارس والمستشفيات والمخيمات في كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث نُزح أكثر من 85% من سكان القطاع.

حرب استنزاف في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة يواجهها الفلسطينيون العزّل، ومعركةٌ متواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي في وجه المشروع الصهيوني الإرهابي الرامي إلى تنفيذ مشروع استيطاني، إجلائي، وعنصري في خرق فاضح لكافة القوانين والقرارات الشرعية الدولية. تستهدف الأراضي الفلسطينية اليوم حيث يتسع مخطط الاستيطان والتهويد من خلال مصادرة الأراضي والبناء الاستيطاني. ووفقًا لآخر الإحصائيات، فإن عدد المستوطنين ارتفع من 115 ألفًا إلى 516 ألف مستوطن داخل الضفة الغربية و230 ألفًا خارج القدس.

طوفان الأقصى… حملة ممارسات قمعية على مدار عامٍ كامل، قابلتها خسائر سُجّلت في خانة تل أبيب على كافة الأصعدة. ورغم ما سُبق ذكره من الجرائم التي لا تزال تُرتكب بحق الفلسطينيين، فإن المستعمر الصهيوني يواجه إخفاقًا سياسيًا، اقتصاديًا، وأمنيًا، أدى إلى تراجع في الشرعية الدولية وانقسام داخلي، مع تباطؤ في مسارات التطبيع والسلام الإقليمي. كما شهدت آلاف المدن حول العالم مظاهرات متكررة تنديدًا بمجازر الاحتلال في غزة، إضافة إلى الحملة الإعلامية التي قادها رواد مواقع التواصل الاجتماعي ضد هذا الكيان الغاشم، إلى جانب وقف كل أشكال التعامل التجاري والمقاطعة للشركات والعلامات التجارية التابعة له.

في الختام، يبقى الصراع الدائر بين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني شاهدًا على حجم التحديات التي تواجه المنطقة، حيث تتداخل معاناة الشعب الفلسطيني مع التداعيات الدولية والإقليمية لهذا النزاع. ورغم كل محاولات التهجير والقمع، يظهر الفلسطينيون عزيمة لا تلين في مواجهة الاستيطان والاحتلال، مدفوعين بإرادة صمود تتجاوز الحدود. وفي ظل هذه الأوضاع، يظل المستقبل مرهونًا بقدرة المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات جادة لتحقيق العدالة، ووضع حدّ لانتهاكات حقوق الإنسان التي تتصاعد يومًا بعد يوم.

أمينة غاني

Views: 239

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

spot_img

الاخبار الشائعة