Homeالأخباررئيس مجلس الأمة يوقّع على السّجلّ الذهبي لكلية الحقوق - جامعة الجزائر...

رئيس مجلس الأمة يوقّع على السّجلّ الذهبي لكلية الحقوق – جامعة الجزائر 1

وقّع السيّد المجاهد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة، اليوم الإثنين 24 فبراير 2025، بمقر كلية الحقوق (جامعة الجزائر 1)، على السّجلّ الذّهبيّ للكليّة، وذلك على هامش إلقائه محاضرة، بمناسبة الاحتفاء باليوم الوطني للشّهيد، والذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، وفيها كتب:
“غمرني جداً شرفُ تلقّي دعوتكم الكريمة للحلول بينكم وفي رحابكم محاضراً في مناسبتين غاليتين وعزيزتين على قلوبنا جميعاً، اليوم الوطني للشهيد، والذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات.. وإنّه ليسعدني غاية السعادة أن أعرب عن بالغ امتناني وتقديري لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وللسيد مدير الجامعة والسيد عميد الكلية، ومن خلاله طاقم الكلية من أساتذة وإداريين وعمال وطلبة، فلكم منّي ومن كلّ مخلصٍ في محبّة وطنه أوفر الشكر..
وممّا هو معلوم، أنّ المتتبّع للتواريخ التي تُمثّل أحوال الأمم – أقصاها وأدناها – وتروي لنا عن سنّة الله في خليقته وتصريفه لشؤون عباده، قد تراءى له عياناً أنّ الدول في ازدهارها وبسطتها ما كانت مَصُونةً إلاّ برجال ونساء منها يعرفون لها حقّها كما تعرف لهم حقّهم.. وعليكم أن تعلموا يقيناً، بناتي، أبنائي، بأنّ آباءكم وأجدادكم، كانوا أباةً أصفياء، شداداً عُصاة، عباقرة ألمعيّين.. لم يفرغوا الوُسع للذّود عن حِمى الوطن، ضدّ آية الخراب والاضطهاد، الاستعمار الفرنسي المجرم الشنيع الذي حكم بأنّ مُحالاً علينا أن نصير أمةً في عِداد الأمم، ولم يرضوا لحياة مكتنفة بكلّ صُنوف التّعاسات والمكدّرات، بعد ما كانوا هم الأعلون وذوو مقام.. حتى بلغوا بأُمّتهم أقصى ما بلغت بهم هممهم ودوّنوا اسم الجزائر في سجلّ الأمم الحرّة والمستقلة.. فحقّ لهم أن يظلّوا قائمين في الأفئدة، شاهدين على الألسنة، أحياءٌ يُرزقون عند ربّهم، ونِعمتُ الحياةُ حياتُهم، ولمثل هذا فليعمل العاملون..
ولِمِثل هذا، تعمل الدولة الجزائرية الجديدة بعد أن قيّض لها الحقّ جلّ شأنه بعد طوفان بشري امتدّ شهوراً، وطال ربوع الوطن جميعه، رئيس الجمهورية، السيد عبدالمجيد تبون.. علِيّ الهمة، ساسَ الأمّةَ بسياسة العدل، ورفع فيها منار العلم.. يوطئ سبيل الأمن، ويبسط بساط الراحة والسكينة، ويرفع البناء والعمد على قواعد العدل، ليحفظ لها المنزلة والمكانة التي تليق بها بين الأقطار والأمم، بل يحملها على أجنحة السياسة القويمة إلى أسمى مكانةٍ تُمَكّنُ لها.. رئيسٌ حرص – برعاية مباشرة وشخصية عزّ نظيرها – على إيلاء العناية اللائقة واللازمة لملف الذاكرة الوطنية، وجهد على تحصين البلاد ومؤسساتها واقتصادها، وعلى تضمين دستور الفاتح نوفمبر 2020، من التدابير ما يمكّن البلاد من الخطو على درب الديمقراطية واستقلالية القضاء والتنوّع الاقتصادي..
وممّا هو معلوم لديكم أيضاً، أنّ الجزائر المستقلة، وصبيحة الاستقلال، لم يكن يعتريها أدنى شكّ بأنّ الاستقلالَ السياسيّ وعلى أهميته يظلّ استقلالاً منقوصاً ما لم يتم استكماله باستقلال اقتصادي يعاضده، يدعم البنيان الوطني ويعزّز أوتاده في وجه الطامعين والحالمين بخيرات الجزائر ومقدّراتها.. فكانت خطوة تأميم المحروقات ترجمة لهذا التوجّه الوطنيّ الأصيل، وعلى ذات الدرب والسبيل تشقّ الجزائر المنتصرة وتغترف، حينما يتعلّق الأمر بسيادة الجزائر وكبرياء شعبها.. جزائر منتصرة أضحت اليوم تسحب مطارف العزّة وتصدح بفضل دبلوماسيتها وعقيدتها الخارجية الرصينة في المحافل القارية، الإقليمية والدولية..
ختاماً، أدعو بناتي وأبنائي الطلاب على التشمير على الساعد ومزيد المثابرة في طلب العلم، وأن يكونوا سنداً لبلادهم ورديفاً لها.. فأنتم درّة حاضر الأمة وذخيرة المستقبل التي بها نقوى على مغالبة التحديات ومقارعة الرهانات.. فوفّقكم الله وسدّد مشواركم الأكاديمي والعملي – إن شاء الله -.. عاشت الجزائر حرّة سامقة سيّدة أبيّة.. والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار”.

Views: 1

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

spot_img

الاخبار الشائعة