أدانت الكونفدرالية العامة للشغل في إسبانيا اعتقال سلطات الاحتلال المغربي للناشط الصحراوي محمد نكيكيز، على خلفية احتجاجه السلمي للمطالبة بكشف حقيقة حادثة دهس ابنه بسيارة في مدينة الداخلة المحتلة، بحسب ما أوردته مصادر إعلامية.
وفي بيان لها، عبّرت النقابة الإسبانية عن استنكارها لما وصفته بـ”الوضع الجائر والممنهج الذي تفرضه الدولة المغربية في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية”، مشيرة إلى “غياب الضمانات القانونية وتفاقم انتهاكات حقوق الإنسان بحق المدنيين الصحراويين في ظل تغوّل أجهزة الأمن”.
وأوضح البيان أن الناشط محمد نكيكيز تعرّض للاعتقال بعد رفضه الانصياع لأوامر أحد عناصر الشرطة، الذي حاول منعه من ممارسة حقه المشروع في التظاهر السلمي. وقد أُحيل الناشط إلى محاكمة وصفتها النقابة بـ”الصورية”، صدرت فيها عقوبة بالسجن ثلاثة أشهر نافذة بتهمة “إهانة موظف عمومي أثناء أداء مهامه”، وهي التهمة التي قالت النقابة إنها “تُستخدم بشكل ممنهج لإسكات الأصوات الصحراوية المعارضة”.
واعتبرت الكونفدرالية أن ما جرى يمثل “انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير”، مضيفة أن هذه المحاكمة “ليست إلا حلقة جديدة من مسلسل طويل من التضييق والملاحقة التي تطال النشطاء الصحراويين المدافعين عن حقهم في تقرير المصير والعيش بحرية وكرامة”.
وفي السياق ذاته، صرّح دافيد بلانكو، المسؤول عن العلاقات الدولية بالنقابة، بأن “الاعتقالات والمضايقات التي يتعرض لها الصحراويون ليست بالأمر الجديد”، مشيرًا إلى أن “تخلي الدولة الإسبانية عن مسؤولياتها التاريخية تجاه الصحراء الغربية منذ عام 1975 ترك الشعب الصحراوي عرضة للاحتلال المغربي، ولأبشع أشكال القمع والتهميش، في ظل صمت دولي وتجاهل متواصل للقانون الدولي”.
وفي ختام بيانها، جدّدت الكونفدرالية العامة للشغل في إسبانيا تضامنها الكامل مع كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال، داعية إلى الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين، ووقف “الانتهاكات المنهجية” ضد المدنيين العزّل في الأراضي المحتلة.
Views: 1
