أدان 232 باحثًا في مجال العلوم الاجتماعية، من المغرب ومن مختلف أنحاء العالم، مشاركة جامعات صهيونية في أشغال المنتدى الخامس لعلم الاجتماع، المزمع عقده في جامعة محمد السادس بالرباط، في الفترة الممتدة من 6 إلى 11 يوليو الجاري، معلنين مقاطعتهم لهذا المنتدى الذي وصفوه بـ”التطبيعي”.
واعتبر عدد من الهيئات الدولية والمغربية أن هذه المشاركة تشكّل دليلاً إضافيًا على تواطؤ النظام المغربي مع الكيان الصهيوني، لاسيما في ظل الجرائم المرتكبة في غزة، والتي ترافقت مع تسخير منشآت مغربية، منها موانئ، لدعم اللوجستيك العسكري لجيش الاحتلال، إلى جانب اتفاقيات عسكرية وأشكال متعددة من التطبيع الأكاديمي، رغم الرفض الشعبي المتزايد من طرف الطلبة والأساتذة.
وجاء في بيان الباحثين:
“نحن الباحثات والباحثون في مجال العلوم الاجتماعية، مغاربة ودوليون، نعلن مقاطعتنا للمنتدى الخامس لعلم الاجتماع، المنظم من طرف الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، بسبب مشاركة مؤسسات أكاديمية صهيونية متورطة بشكل مباشر أو غير مباشر في الحرب المستمرة على قطاع غزة، وكون بعض مداخلاتها تُروّج لسرديات استعمارية وفقًا لما ظهر في ملخصاتها المعلنة.”
وأضاف البيان:
“استجابة لنداءات المقاطعة، نؤكد أن الجمعية الدولية لعلم الاجتماع قد انتهكت المبادئ الأخلاقية والمعايير الأكاديمية، بوضعها الجاني والضحية على قدم المساواة في منصة واحدة.”
وأشار البيان إلى أن برمجة محاور تسعى إلى تبييض جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، والسماح لباحثين ينتمون إلى جامعات متورطة في التخطيط والتنفيذ والتبرير لسياسات الاحتلال والفصل العنصري، “يشكل انتهاكًا صارخًا للأخلاق الأكاديمية، ويتعارض مع قواعد القانون الدولي الإنساني”.
وطالب الموقعون على البيان من أطر التعليم العالي والطلبة، وكافة مكونات المجتمع الجامعي، بضرورة التحلي باليقظة، وإدانة كافة أشكال التطبيع التي تتسلل إلى الجامعات المغربية، مؤكدين أن هذه المؤسسات لطالما كانت فضاءً لرفض ومقاومة جرائم الكيان الصهيوني.
وفي السياق ذاته، نشرت جمعية “أطاك المغرب” عبر موقعها الرسمي قائمة بأسماء الجامعات الصهيونية المشاركة في المنتدى، والمتورطة بشكل مباشر في الحرب على غزة، مشيرة إلى أن العديد من طلاب وموظفي هذه الجامعات يعملون في صفوف جيش الاحتلال كجنود احتياط.
وكشفت الجمعية أن إحدى الجامعات المشاركة تحتضن مجمّعًا تكنولوجيًا يقع قرب قواعد عسكرية، ما يعزز الروابط بين المجالات الأكاديمية والعسكرية والصناعية، لاسيما في ميادين الأمن السيبراني والدفاع الرقمي.
كما أبرزت أن جامعة أخرى ضمن القائمة تتعاون بشكل مباشر مع جهاز الأمن الداخلي الصهيوني (الشاباك)، الذي سبق وأدانته لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة بسبب ممارساته غير القانونية في الاستجواب والتعذيب، فيما تربط جامعة ثالثة شراكة بأكبر شركة أسلحة صهيونية، تُعد من أبرز المزودين للجيش الصهيوني بتكنولوجيا المراقبة والطائرات المسيرة والقنابل، والتي استُخدمت على نطاق واسع في العدوان على غزة، الضفة الغربية، ولبنان.
Views: 1

