أكد عبد الله العرابي، ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا، أن مشاركة الجبهة في مؤتمر الحزب الشعبي الإسباني تأتي في إطار علاقات ثنائية وطيدة تعكس عمق التواصل السياسي بين الطرفين، وتجسد التزام الحزب بمبادئ القانون الدولي ودعمه لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية (وأج)، أوضح العرابي أن “مواقف الأحزاب السياسية الإسبانية، عموماً، تظل ثابتة في دعم كفاح الشعب الصحراوي من أجل استكمال مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية”، مشدداً على أن العمل لتوسيع التضامن مع القضية الصحراوية في إسبانيا وأوروبا “مستمر بشكل يومي، رغم حملات التضليل المغربية”.
وأضاف أن الجبهة تواصل جهودها السياسية والدبلوماسية مع مختلف الأحزاب والهيئات السياسية الإسبانية لتعزيز دعم الشعب الصحراوي، قائلاً: “ندرك أن كل تقدم تحققه القضية يقابله تشويه ومحاولات تضليل من طرف دولة الاحتلال المغربي، لكننا ماضون في تأكيد أن الحل الوحيد هو قيام دولة صحراوية حرة مستقلة على كامل أراضيها”.
وفي ذات السياق، أبرز العرابي أن التوصيات الختامية لمؤتمر الحزب الشعبي الإسباني شددت على احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة فيما يخص الصحراء الغربية، وهو ما يبرز أهمية هذه المشاركة ضمن المسار الطبيعي للعلاقات السياسية والدبلوماسية بين البوليساريو والحزب.
كما ذكّر بالمشاركة السابقة للجبهة في مؤتمرات مماثلة، على غرار مؤتمر 2023 بإشبيلية، ما يدل – حسبه – على استمرارية وثبات العلاقات مع الحزب الشعبي.
من جانبها، أكدت صحيفة “إل كونفيدينثيال” الإسبانية أن الإعلام المغربي أبدى ردة فعل هستيرية تجاه مشاركة البوليساريو، وشنّ حملة غير مبررة ضد الحزب الشعبي الإسباني ورئيسه ألبرتو نونيز فيخو، عقب تأكيد الحزب في ورقته السياسية الختامية على احترام قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي بخصوص الصحراء الغربية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحملة المغربية اتّسمت بالتناقضات، إذ حاولت الرباط استغلال نفوذها المالي والسياسي لتشويه صورة الحزب، لكنها فشلت في مواجهة الحقائق القانونية والتاريخية التي تدعم حق الصحراويين في تقرير مصيرهم.
وأضافت أن الإعلام المغربي لجأ إلى الابتزاز السياسي والضغوط الدبلوماسية، ما يعكس ضعفاً واضحاً في استراتيجيته الدعائية، وكشف عمق الأزمة التي يواجهها النظام المغربي أمام الرأي العام الدولي فيما يخص احتلاله للصحراء الغربية.
وختمت الصحيفة بالتأكيد على أن هذه الحملة لم تتمكن من النيل من الشرعية الدولية للقضية الصحراوية، وأن محاولات التضليل والتشويه لن تؤثر في إرادة الشعب الصحراوي، بل ستُفضح أكثر تناقضات الدعاية المغربية أمام القانون الدولي وحق تقرير المصير.
Views: 3

