أعلنت شركة “دينو نوبل” الأسترالية رسمياً عن وقف استيراد الفوسفات من الصحراء الغربية المحتلة، في خطوة تضع حداً لعقود من التورط الأسترالي في نهب أحد أهم الموارد الطبيعية للإقليم المحتل.
وجاء في بيان صادر عن الشركة أنها تعتزم إغلاق منشأة إنتاج الفوسفات الأحادي بمدينة جيلونج الأسترالية بحلول نهاية سنة 2025، مؤكدة أنه لن يتم شراء أي شحنات جديدة من الفوسفات حتى ذلك التاريخ.
وفي رسالة موجّهة إلى المرصد الدولي لمراقبة موارد الصحراء الغربية، قالت تاتيانا رودوميتوفا، المسؤولة القانونية في الشركة: “مع بيع قسم التوزيع وإغلاق منشأة جيلونج، لن يكون لدينا أي ارتباط مستقبلي بإنتاج أو بيع الفوسفات، وبالتالي تنتهي سلسلة التوريد المتعلقة بالفوسفات الصخري بشكل كامل.”
ويُذكر أن ثلاث شركات أسترالية كانت تستورد الفوسفات من الصحراء الغربية، وقد توقفت جميعها عن ذلك، لتكون “دينو نوبل” آخر شركة أسترالية تُنهي تعاملها مع هذا المورد المنهوب.
وتأتي هذه الخطوة نتيجة عقود من الضغط المتواصل الذي مارسته جبهة البوليساريو، إلى جانب نشطاء حقوقيين ومستثمرين، طالبوا بوقف استيراد الفوسفات المستخرج بشكل غير قانوني من أراضٍ تخضع للاحتلال، في انتهاك صريح للقانون الدولي وحقوق الشعب الصحراوي.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية (وأج)، رحّب محمد فاضل كمال، ممثل جبهة البوليساريو في أستراليا، بهذا القرار، واصفاً إياه بـ”الانتصار الكبير لقضية الشعب الصحراوي العادلة، وتتويجاً لسنوات من الكفاح والضغط القانوني والسياسي”.
وأضاف: “نرحب بحرارة بإعلان شركة دينو نوبل وقف استيراد الفوسفات المنهوب من الصحراء الغربية المحتلة. إنه يوم تاريخي لكل الصحراويين الذين ناضلوا من أجل استرجاع سيادتهم على مواردهم الطبيعية.”
كما توجه بالشكر إلى حركة التضامن الأسترالية، وعلى رأسها المرصد الدولي لمراقبة موارد الصحراء الغربية، على دورها المحوري في فضح هذه التجارة غير القانونية وتوثيقها باستمرار.
وأكد كمال أن هذا القرار “يبرهن على أن الضغط الشعبي والمؤسساتي يثمر حين يتماشى مع القانون الدولي”. ودعا الشركات والحكومات الأخرى المتورطة في نهب ثروات الشعب الصحراوي إلى أن تحذو حذو أستراليا وتضع حداً لهذا “الظلم التاريخي”.
واختتم تصريحه قائلاً: “نعتبر هذا القرار خطوة متقدمة في طريق استعادة السيادة الوطنية الكاملة على جميع أراضي وثروات الصحراء الغربية.”
Views: 2

