أدانت منظمة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان (كوديسا)، اليوم الأربعاء، استمرار سلطات الاحتلال المغربي في طرد ومنع المراقبين الأجانب من دخول الأراضي المحتلة في الصحراء الغربية، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وجاء في بيان للمنظمة أن السلطات المغربية منعت، يوم الثلاثاء، كلًا من الصحفية الإسبانية ليونور سواريز، والصحفي أوسكار أليندي، مدير موقع “بكانتابريا”، والمدافع عن حقوق الإنسان راؤول كوندي، عضو منظمة “كانتابريا من أجل الصحراء الغربية”، من دخول الإقليم المحتل.
وأوضح البيان أن النشطاء الثلاثة تعرضوا للتوقيف شمال مدينة العيون المحتلة من طرف قوات الاحتلال، حيث تم احتجازهم بشكل تعسفي لعدة ساعات، قبل أن يتم ترحيلهم قسريًا نحو مدينة أغادير تحت مراقبة أمنية مشددة.
وعبرت “كوديسا” عن إدانتها الشديدة لهذه الممارسات، التي اعتبرتها انتهاكًا خطيرًا للحق في التنقل والتواصل مع المدافعين عن حقوق الإنسان وضحايا الانتهاكات في الصحراء الغربية المحتلة، مؤكدة تضامنها الكامل مع كافة المراقبين الأجانب الذين يتعرضون للطرد أو المنع من دخول الإقليم، بمن فيهم البرلمانيون والصحفيون والنقابيون والطلبة الباحثون.
وأكدت المنظمة أن منع الإعلاميين والمدافعين الدوليين عن حقوق الإنسان يعكس سياسة ممنهجة من قبل سلطات الاحتلال، تهدف إلى إسكات الأصوات الحرة، ومنع أي رقابة دولية مستقلة على ما يُرتكب من انتهاكات جسيمة وجرائم حرب ضد المدنيين الصحراويين، في خرق صريح لالتزامات المغرب كقوة احتلال وفقًا لاتفاقيات جنيف.
وأضاف البيان أن هذه الممارسات تُبرز المخاطر المتزايدة التي يتعرض لها المراقبون الدوليون عند محاولتهم زيارة الصحراء الغربية، بما في ذلك الترهيب والطرد والمنع من التواصل مع السكان والضحايا.
وفي هذا السياق، جددت “كوديسا” دعوتها لمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتهما القانونية، من خلال إنشاء آلية أممية مستقلة لمراقبة وضع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، باعتبارها إقليمًا غير متمتع بعد بالاستقلال وفقًا للقانون الدولي.
وفي ختام البيان، ناشدت المنظمة جميع الهيئات الحقوقية والبرلمانية والصحفية الدولية، التحرك العاجل من أجل كشف حقيقة الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الشعب الصحراوي، نتيجة المماطلة المستمرة في تنفيذ حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية.
Views: 2

