أثار استهداف جيش الاحتلال الصهيوني لمجمع “ناصر” الطبي في خان يونس بقطاع غزة، الذي أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 20 فلسطينيا، من بينهم خمسة صحفيين، موجة إدانة دولية واسعة ودعوات عاجلة لمحاسبة الكيان الصهيوني على جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجله الدموي في فلسطين.
على الصعيد الأممي، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة المجزرة، داعيا إلى تحقيق “فوري ونزيه”، فيما اعتبرت مفوضية حقوق الإنسان أن قتل الصحفيين “يجب أن يشكل صدمة للعالم ويدفع إلى المحاسبة”.
من جانبه، وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ما حدث بأنه “مجزرة وجريمة مكتملة الأركان ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ووقف سياسة الإفلات من العقاب.
البرلمان العربي أكد بدوره أن استهداف الصحفيين والطواقم الطبية والإغاثية في غزة “انتهاك صارخ للقوانين الدولية” ونتيجة لصمت المجتمع الدولي، فيما أدانت منظمة التعاون الإسلامي “بأشد العبارات” الجريمة، معتبرة أنها استمرار لمحاولات الاحتلال “طمس الحقيقة والتغطية على جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي”.
كما أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، عن إدانته الشديدة، واعتبر القصف “فعلا إجراميا وانتهاكا صارخا للقوانين الدولية”، داعيا إلى تحرك فوري وحازم لوقف الاعتداءات وتوفير الحماية الدولية للعاملين في المجالين الطبي والإعلامي.
وفي السياق ذاته، أدانت قطر ومصر والسعودية الجريمة، معتبرة أنها تمثل انتهاكا سافرا للقانون الدولي الإنساني، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لتوفير الحماية للمدنيين والطواقم الإنسانية والإعلامية.
أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فاعتبرت أن استهداف مجمع “ناصر” الطبي يعكس إمعان الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ 23 شهرا، وطالبت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بوقف “جريمة العصر” وإنقاذ الفلسطينيين بشكل عاجل.
من جانبها، أعربت كندا وبريطانيا عن “فزعهما” إزاء القصف الصهيوني، داعيتين إلى وقف فوري لإطلاق النار، فيما اعتبر مدير منظمة الصحة العالمية أن استهداف المؤسسات الصحية “يزيد معاناة سكان غزة الذين يتضورون جوعا”. كما وصف المفوض العام لوكالة “أونروا” القصف بأنه محاولة “لإسكات الأصوات الأخيرة التي توثق موت الأطفال وسط المجاعة”، منتقدا “التقاعس الدولي الصادم”.
المفوضية الأوروبية اعتبرت الهجوم “غير مقبول على الإطلاق”، فيما شددت النائبة الأمريكية نيديا فيلاسكيز على أن المستشفيات “لا يجب أن تكون ساحة معركة أبدا”.
وكان جيش الاحتلال قد شن أمس الاثنين غارات على مجمع “ناصر” الطبي في خان يونس، خلفت استشهاد 20 فلسطينيا على الأقل بينهم خمسة صحفيين، إضافة إلى استهداف طواقم الإغاثة والدفاع المدني أثناء عمليات الإنقاذ، لترتفع حصيلة الشهداء الصحفيين في غزة إلى 246.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الصهيوني ارتكاب إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 220 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب آلاف المفقودين وملايين النازحين، وسط دمار واسع ومجاعة قاتلة رغم النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
Views: 4