استقرت أسعار النفط العالمية بعد تسجيلها أكبر تراجع منذ بداية أوت، وسط ترقب المستثمرين لبدء تطبيق الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على بعض الواردات الهندية، في خطوة وُصفت بالعقابية بسبب استمرار نيودلهي في شراء النفط من روسيا.
وتداول خام برنت بالقرب من 67 دولاراً للبرميل بعد أن فقد أكثر من 2% في الجلسة السابقة، فيما استقر خام غرب تكساس الوسيط فوق 63 دولاراً. وتخطط الولايات المتحدة لمضاعفة الرسوم على سلع هندية مختارة إلى 50% اعتباراً من الأربعاء، في حين تواصل شركات التكرير الهندية تمسكها بمستويات مشترياتها من الخام الروسي.
الخطوة الأميركية استثنت الصين، أكبر مشترٍ آخر للخام الروسي، ما يعكس تركيز إدارة الرئيس دونالد ترمب على الضغط المباشر على نيودلهي. وحذّر ترمب في تصريح لافت من “حرب اقتصادية” إذا لم تُفضِ جهوده إلى إنهاء الصراع بين موسكو وكييف.
وبحسب فانادنا هاري، مؤسسة “فاندا إنسايتس”، لا مؤشرات على تراجع الهند عن استيراد النفط الروسي في غياب قرار حكومي، مؤكدة أن تقليص المشتريات بشكل منفرد لن يمنحها أي ميزة تفاوضية.
وتواجه أسعار النفط في المقابل ضغوطاً من جانب العرض، بعد إنهاء تحالف أوبك+ تخفيضاته الطوعية، فيما حذّرت وكالة الطاقة الدولية من فائض قياسي محتمل في 2026. وقد فقد خام برنت نحو 10% من قيمته منذ بداية العام.
أما في الولايات المتحدة، فأظهرت بيانات أولية تراجع المخزونات بمقدار مليون برميل، لكن هيكل السوق لا يزال يعكس حالة من التباين، مع استمرار الباكورديشن في العقود القريبة وظهور الكونتانغو في العقود الأطول أجلاً، بما يعكس مزيجاً من ضيق الإمدادات الآنية ومخاوف الفائض على المدى البعيد.
Views: 3
