قدّم الكاتب الصحراوي بشير لحضات، أمس السبت، كتابه الجديد بعنوان «قصائد المنفى والرمل»، خلال حفل احتضنته مكتبة ميغيل ديليبس بالتعاون مع آغورا دي موراطالاث، وسط حضور بارز من المتضامنين مع الشعب الصحراوي وممثلين عن جبهة البوليساريو وأحزاب سياسية إسبانية، أبرزها حزب بوديموس.
الفعالية عكست حجم الاهتمام المتزايد بالقضية الصحراوية في الأوساط الثقافية والسياسية الإسبانية، في وقت يواصل فيه الاحتلال المغربي سياسة التعتيم والإنكار، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الصحراوية (واص).
الكتاب، وفق المصدر ذاته، يمثل شهادة حية على تجربة المنفى والاقتلاع القسري الذي فرضته سياسات الاحتلال منذ أكثر من أربعة عقود، حيث لجأ آلاف الصحراويين إلى المخيمات بعد حرمانهم من حقهم المشروع في تقرير المصير. كما أن القصائد، التي يتضمنها العمل، ليست مجرد نصوص أدبية، بل وثائق إنسانية تجسد معاناة أجيال متعاقبة وتدين في الوقت ذاته انتهاكات الاحتلال، من قمع المظاهرات السلمية إلى محاولات طمس الهوية الصحراوية.
وأكدت المداخلات أن الأدب الصحراوي أصبح يلعب دوراً محورياً في فضح السياسات المغربية القائمة على شراء المواقف الدولية ومحاولة إسكات الأصوات الحرة عبر الدعاية المضللة.
كما أبرز الحضور القوي للمتضامنين والصحفيين وممثلي القوى التقدمية الإسبانية، مثل حزب بوديموس، إدراكاً متزايداً في أوروبا بأن استمرار الاحتلال المغربي يتعارض مع القانون الدولي ومبادئ الحرية التي تدافع عنها المجتمعات الديمقراطية. الرسالة التي حملها الحدث كانت واضحة: “الشعب الصحراوي لن يُمحى من الذاكرة، وصوته سيبقى حاضراً في الكتب والمنابر والساحات مهما حاول الاحتلال فرض الصمت”.
وختم المصدر بالتأكيد على أن المغرب، الذي يواجه عزلة سياسية متنامية، لم يعد قادراً على إخفاء حقيقة قمعه للشعب الصحراوي، حيث بات الأدب بدوره ساحة مواجهة تفضح زيف دعايته، وتؤكد أن حق الصحراويين في الحرية والاستقلال لا يسقط بالتقادم.
Views: 3
