Homeالأخبارخبراء وبرلمانيون يدعون إلى استلهام نموذج مدارس أشبال الأمة لتحديث التعليم وترسيخ...

خبراء وبرلمانيون يدعون إلى استلهام نموذج مدارس أشبال الأمة لتحديث التعليم وترسيخ الانضباط المدرسي

خلال اليوم البرلماني الموسوم بـ “مدارس أشبال الأمة: تجربة وطنية نموذجية لإلهام وتطوير المدارس الوطنية”، قدّم المقدم عبيدة برش، ممثل وزارة الدفاع الوطني، مداخلة أبرز فيها دور الجيش الوطني الشعبي في تطوير المنظومة التعليمية والتكوينية من خلال مدارس أشبال الأمة، التي تمثل نموذجًا رائدًا يجمع بين العلم والانضباط.

وأوضح أن المؤسسة العسكرية، منذ الاستقلال، سعت إلى تحديث هياكلها التعليمية ضمن رؤية شاملة تجمع بين وزارة الدفاع الوطني ووزارة التربية الوطنية، ما جعل مدارس الأشبال تحقق نتائج متميزة في البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط، إلى جانب مشاركات دولية مشرفة.

وكشف أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي أصدرت مقررًا لتحويل عدد من مدارس الأشبال إلى ثانويات بين 2020 و2025 في ولايات باتنة، الأغواط، المسيلة، تيارت، بشار، بجاية وتمنراست، بهدف تدعيم الجيش بإطارات شابة مؤهلة علميًا ومنضبطة عسكريًا.

أما بخصوص التوصيات، فقد شدد المقدم برش على ضرورة وضع مقاربة شاملة لتطوير المؤسسات التعليمية تقوم على ثلاث ركائز رئيسية تتمثل في اعتماد طرائق تدريس حديثة، إدماج التكنولوجيا في التعليم، تكوين الأساتذة بصفة مستمرة، وتنويع أساليب التقويم مع مراعاة الفروق الفردية وتحسين استعمال الزمن الدراسي، تعزيز التواصل بين الأسرة التربوية والأولياء، وتفعيل المجالس التربوية في تسيير الحياة المدرسية وإعداد ميثاق داخلي للسلوك، ترسيخ مبدأ الوقاية قبل العقوبة، وتوفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة مع إشراك التلاميذ في النوادي التربوية لترسيخ روح المسؤولية والانتماء.

وختم المقدم عبيدة برش بالتأكيد أن مدارس أشبال الأمة تمثل قلاعًا للعلم والولاء الوطني، وتُكوّن جيلًا جديدًا من الإطارات الشابة المسلّحة بالعلم، القيم، والانضباط لخدمة الجزائر وحماية سيادتها.

وفي مداخلته التي بعنوان ” الاستفادة من النموذج التربوي لمدارس أشبال الأمة في تطوير المنظومة التربوية الوطنية” ركز السيد امحمد ضيف الله، عضو المجلس الوطني للبرامج، على أهمية استلهام النموذج التربوي والتنظيمي لمدارس أشبال الأمة، باعتبارها تجربة وطنية ناجحة تجمع بين الانضباط والنجاعة وجودة الحياة المدرسية. وأوضح أن جودة التعليم لا تتحقق بالمناهج فقط، بل بفعالية المنظومة التي تشغلها وتضمن انتظامها واستقرارها.

وفي هذا السياق، دعا إلى تفعيل آليات التوأمة البيداغوجية وتبادل الخبرات بين المدارس العمومية ومدارس الأشبال، بما يعزز التكامل داخل المنظومة التربوية الوطنية في إطار رؤية موحّدة تهدف إلى رفع مستوى التعليم وتكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ.

وفي سياق موازٍ، تناولت الدكتورة ليلى طورش، مكلفة بالدراسات والبحث بالمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة في مداخلة لها حول التجربة الجزائرية لدور النخبة على البعد الاستراتيجي في تكوين النخب الوطنية، مبرزة أن الجزائر عبر تاريخها راهنت على الإنسان كمحور رئيسي لبناء الدولة الحديثة. وأوضحت أن مدارس أشبال الأمة تمثل امتدادا تاريخيا لمدارس «أشبال الثورة» في رسالتها التكوينية والوطنية، إذ تُعنى بإعداد أجيال قيادية تجمع بين الكفاءة العلمية والانضباط والالتزام الوطني.

كما أبرزت المتدخلة أن هذه المدارس تشكل استثمارا استراتيجيا في رأس المال البشري يهدف إلى تعزيز الأمن الوطني والسيادة الفكرية، خصوصا في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة، داعية إلى دعم هذا النموذج وترسيخ قيمه داخل مختلف القطاعات التعليمية والمدنية.

وبعنوان “التلميذ وواقع الانضباط والمواظبة – الأسباب والعلاج” قدّم النائبان بالمجلس الشعبي الوطني السيدين حليم بن شريف وعمر معمر عرضا حول  اقع الانضباط والمواظبة داخل المؤسسات التعليمية، وأشارا إلى تعدد الأسباب التي ساهمت في تراجع السلوك المدرسي، من بينها ضعف التأطير التربوي، وتعدد المتدخلين، وتراجع دور الأسرة في المتابعة والتوجيه.

كما أكدت المداخلة أن معالجة الظاهرة تتطلب مقاربة شاملة تنطلق من المدرسة والأسرة والمجتمع، عبر ترسيخ قيم النظام والمسؤولية، وتفعيل الحياة المدرسية، وتوسيع فضاءات الأنشطة اللاصفية والثقافية، بما يخلق توازنا بين التحصيل العلمي والتنشئة السلوكية الإيجابية.

وتجدر الإشارة أن المتدخلان شدّدا على ضرورة جعل الانضباط سلوكا مكتسبا وليس إجراء عقابيا، من خلال التربية بالقدوة والتحفيز.

Views: 3

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

spot_img

الاخبار الشائعة