أكد الخبير الإسباني في القانون الدولي كارلوس رويز ميغيل أن الصحراء الغربية ما تزال إقليماً غير متمتع بالحكم الذاتي في انتظار استكمال مسار تصفية الاستعمار، وفق ما تؤكد عليه الأمم المتحدة، مشدداً على أن القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي رقم 2797 لا يتضمن أي اعتراف بـ”السيادة” المزعومة للمغرب على الإقليم.
وأوضح رويز ميغيل، في حوار مع صحيفة “صوت غاليسيا” الإسبانية، تزامناً مع مرور 50 سنة على الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، أن القرار الصادر في 31 أكتوبر الماضي “لم يغيّر الوضع القانوني للإقليم الذي ما زال مصنفاً ضمن الأراضي التي تنتظر إنهاء الاستعمار”.
وأضاف الخبير القانوني أن المغرب فشل في الحصول على أي اعتراف قانوني دولي بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية، رغم “محاولاته المتكررة واستمالته لبعض المواقف الأحادية” من دول تتجاهل التزاماتها القانونية الدولية.
وشدد رويز ميغيل على أن قرار مجلس الأمن 2797 لم يقر الخطة المغربية للحكم الذاتي ولا أي مقترح مشابه، منتقداً تخاذل الأمم المتحدة في تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي يُعد جوهر خطة التسوية الأممية.
وقال الخبير الإسباني: “رغم بعض التغييرات الشكلية في القرار الأممي الأخير، فإن الوضع في الصحراء الغربية لا يزال كما كان عام 1975″، مذكراً بأن المغرب اضطر عام 1991 إلى قبول خطة التسوية الأممية بعد أن تكبد خسائر ميدانية كبيرة على يد الجيش الصحراوي.
وفي سياق متصل، انتقد رويز ميغيل موقف السلطات الإسبانية من القضية الصحراوية، مؤكداً أن مدريد “فشلت في الوفاء بالتزاماتها القانونية تجاه الإقليم”، موضحاً أن انسحابها الميداني سنة 1975 لا يعفيها من المسؤولية القانونية لأنها “تبقى الجهة المديرة للإقليم قانونياً، ما يلزمها ببذل كل ما في وسعها لإنهاء الاستعمار”.
وختم الخبير الإسباني حديثه بالتأكيد على أن “قضية الصحراء الغربية تظل مسؤولية قانونية وأخلاقية دولية، وعلى إسبانيا والأمم المتحدة تحمل مسؤولياتهما التاريخية تجاه شعب ما زال ينتظر حقه المشروع في الحرية وتقرير المصير.”
Views: 4
