أشرف وزير الصحة، البروفيسور محمد صديق آيت مسعودان، رفقة سفير جمهورية الصين الشعبية السيد دونغ قوانغلي، مساء الاثنين 1 ديسمبر 2025 بالمعهد الوطني للصحة العمومية، على مراسيم تكريم البعثة الطبية الصينية الثامنة والعشرين بمناسبة اختتام مهمتها ومغادرتها الجزائر، وذلك بحضور إطارات من الإدارة المركزية.
في كلمته الافتتاحية، أكد وزير الصحة أهمية هذا الاحتفال الذي يجسّد مشاعر العرفان والامتنان لجهود البعثة الصينية التي عملت طوال سنتين في عدد من ولايات الوطن في مختلف التخصصات الطبية والجراحية. واعتبر المناسبة فرصةً للتعبير عن الشكر وترسيخ قيم التعاون والإنسانية والتضامن التي طبعت العلاقات بين الجزائر والصين منذ عقود، لاسيما في القطاع الصحي، حيث تعود أول بعثة طبية صينية إلى فترة ما بعد الاستقلال مباشرة.
وأعرب السيد الوزير عن التقدير الكبير الذي تكنّه الجزائر لأفراد البعثة، الذين باشروا عملهم فور وصولهم جنباً إلى جنب مع الأطقم الطبية الجزائرية، مقدّمين خبراتهم ومعارفهم بكفاءة وتفانٍ، ومساهمين في توفير رعاية صحية عالية المستوى للمواطنين. كما شدّد على أن عمل البعثة كان مُرضياً، وأن تدخلاتها زرعت الطمأنينة في نفوس العديد من العائلات، فضلاً عن مساهمتها في إدخال تقنيات مبتكرة ودعم قدرات الفرق الطبية الوطنية.
وأشاد البروفيسور آيت مسعودان بروح الاحترافية والتضحية التي تحلّى بها أعضاء الفريق الصيني، الذين أدّوا مهامهم أحياناً بعيداً عن أهلهم ووطنهم، مؤكداً أن البعثة شكّلت “جسراً بشرياً وعلمياً” أسهم في توطيد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والتي تُعد نموذجاً ناجحاً للتضامن الدولي.
كما جدّد الوزير عبارات الشكر والعرفان لأعضاء البعثة بمناسبة استعدادهم للعودة إلى وطنهم، متمنياً لهم التوفيق في مهامهم المستقبلية، ومؤكداً أن الجزائر ستستقبل بعثة طبية صينية جديدة خلفاً للفريق المغادر.
ومن جهته، عبّر سفير الصين الشعبية عن تأثره بهذه المناسبة، موجهاً باسم سفارة بلاده شكره وامتنانه لأفراد الفريق الطبي على تفانيهم خلال فترة عملهم في الجزائر، ومرحّباً في الوقت نفسه بأعضاء البعثة الجديدة الذين بدأ بعضهم الالتحاق بمهامهم. وأكد أن الفريق كان في مستوى الثقة التي وضعتها فيهم بلادهم، مشيداً بعملهم المشترك مع زملائهم الجزائريين وما قدموه من خدمات ساهمت في إنقاذ الأرواح وتعزيز احترام الشعب الجزائري لهم.
كما أبرز السفير الدور المحوري للبعثة في تبادل الخبرات وتنظيم محاضرات ودورات تدريبية دعمت التطور التقني للفرق الطبية في البلدين، مؤكداً أن أفرادها كانوا جسراً لتعميق أواصر الصداقة بين الشعبين.
واستعرض السفير التاريخ الطويل للتعاون الطبي بين الجزائر والصين، مذكّراً بأن الصين كانت أول دولة تُرسل فريقاً طبياً إلى الجزائر سنة 1963، وأن 28 بعثة شاركت منذ ذلك الحين بواقع 3603 أفراد. وأكد أن هذا التعاون يجسّد عمق الصداقة بين البلدين، وأن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيزاً أكبر للشراكة عبر التكوين وتبادل الخبرات وربط المستشفيات الجزائرية والصينية بآليات تعاون مباشر.
واختتم السفير كلمته بالتأكيد أن الوداع لا يمثل نهاية بل بداية لمسار جديد لأفراد الفريق المغادر، مؤكداً أن الخبرات التي اكتسبوها في الجزائر ستنعكس إيجاباً على مهامهم المستقبلية، وستسهم في تعميق التعارف بين الشعبين.
وفي الختام، جدد السفير شكره لأفراد البعثة الطبية الصينية الثامنة والعشرين، كما توجه بالشكر لوزارة الصحة الجزائرية والمستشفيات الوطنية على دعمها المتواصل طوال فترة مهمة الفريق الطبي.
Views: 4

