افتتح اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة الصالون البحري الدولي 2025، الذي يُعدّ أول صالون مهني جزائري مخصص لسلسلة القيم البحرية، ويضم حوالي 40 عارضًا وطنيًا ودوليًا، بمشاركة الشركات البحرية الوطنية والدولية، مؤسسات مجمع الخدمات المينائية (ساربور)، شركات البناء البحري، الأعوان البحريين، وشركات الخدمات البحرية مثل التسيير المينائي والاستشارة والتصديق، إلى جانب شركات التأمين والمؤسسات العمومية والهيئات المهنية.
وأكد المشاركون في الحدث على البعد الاستراتيجي للصّالون بالنسبة للجزائر، الذي يهدف إلى تعزيز موقعها في التجارة البحرية الإقليمية والدولية وتسليط الضوء على التقدم الذي حققه المتعاملون الجزائريون، فضلاً عن تعزيز جاذبية البلاد للمستثمرين الوطنيين والدوليين.
وأبرزت كاملة إيدير، منظمة الحدث، أن هذه الطبعة الأولى تأتي ضمن الأولويات الوطنية لتعزيز فعالية القطاع البحري والمينائي، فيما أشار رئيس الجمعية المهنية للأعوان البحريين، مولود بلعيد، إلى أن القطاع البحري يعد محركًا أساسيًا في استراتيجية التنويع الاقتصادي للجزائر. ولفت إلى أن المحاضرات والنقاشات ستتناول أهم تحديات المجال، مثل ملاءمة المنشآت المينائية مع المعايير الدولية، تنظيم السلسلات اللوجستية، ورقمنة الإجراءات المتعلقة بالتجارة الخارجية، مع التركيز على التحكم في الشحن المحلي والدولي وزيادة الأحجام المنقولة تحت العلم الجزائري.
كما أشار بلعيد إلى الإجراءات التي باشرتها السلطات، مثل النظام المعلوماتي الجديد للجمارك، المنصة الرقمية للموانئ لمجمع “سيربور”، وبرامج التجهيز الخاصة بالموانئ وشركات النقل البحري.
ومن بين المشاركين، الشركات العمومية للنقل البحري للبضائع “كنان متوسط” و”كنان الجزائر”، وفرع مجمع “مدار” للنقل البحري. وتمثل هذه الشركات جزءًا أساسيًا من الأسطول الوطني، حيث تسعى “كنان متوسط” إلى إبراز خطوطها البحرية المنتظمة نحو الموانئ المتوسطية في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا، بأسطول مكوَّن من خمس بواخر، بينما تستغل “كنان الجزائر” أسطولًا يضم تسع بواخر، بما فيها خطط منتظمة نحو شمال أوروبا وغرب إفريقيا وموريتانيا والسنغال. ويضمن فرع “مدار” النقل البحري للمسافرين بين الجزائر وإسبانيا عبر الباخرة “رومانتيكا”، مع خطط لتعزيز أسطول النقل البحري للبضائع السائبة مستقبلاً.
ويشكل الصالون منصة لعرض قدرات الأسطول الوطني والبنى التحتية للموانئ، وتحسين التنافسية اللوجستية واندماج الجزائر في التجارة البحرية الدولية. وستتناول الندوات عدة محاور، منها تسيير الموانئ، تمويل الاستثمارات البحرية، والانتقال الطاقوي في النقل البحري، إلى جانب عقد لقاءات ثنائية بين مؤسسات عمومية واقتصادية وفاعلين دوليين لاستكشاف فرص التعاون والاستثمار.
ويستقبل الصالون وفودًا أجنبية، من بينها وفد ميناء “كاستيون” الإسباني، برئاسة مديره العام مانويل غارسيا نافارو، مما يعكس الاهتمام الدولي بالحدث وفتح آفاق جديدة للتعاون البحري بين الجزائر والشركاء الدوليين.
Views: 70
