لفتت الجزائر، اليوم الثلاثاء من نيويورك، انتباه المجتمع الدولي إلى عدم احترام القانون الدولي من طرف الكيان الصهيوني، الذي يواصل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويشجع في الوقت نفسه على توسيع مستوطناته غير الشرعية في الضفة الغربية المحتلة، مستفيدًا من نظام عالمي “لا يعترف إلا بالقوة”.
وأكد الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة يشهد تصعيدًا خطيرًا، حيث تم تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين قسرًا، كما أسفرت أكثر من 1000 عملية عسكرية عن اعتقال ما يزيد عن 860 فلسطينيًا، من بينهم ما لا يقل عن 50 طفلًا. وأشار إلى أن إرهاب المستوطنين أصبح ممارسة يومية بمعدل خمس حوادث يوميًا خلال العام الجاري.
وخلال مداخلته في اجتماع مجلس الأمن المخصص لـ”الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية”، أوضح بن جامع أن الكيان الصهيوني يضرب عرض الحائط بقرار مجلس الأمن رقم 2334، الذي يمنعه من مواصلة سياسته الاستيطانية، حيث أقدم مؤخرًا على منح ما وصفه بـ”إطار قانوني” لمشاريع بناء مستوطنات جديدة.
وأضاف أن القوات الصهيونية هدمت، يوم الاثنين، مبنيين جديدين في رام الله والقدس الشرقية، مشيرًا إلى تسجيل أكثر من 1000 عملية هدم منذ أكتوبر 2023، مع توقع تدمير نحو 100 منزل فلسطيني خلال الأيام القليلة المقبلة.
واعتبر بن جامع أن هذه الممارسات “ليست انحرافًا بل روتينًا يوميًا للاحتلال”، معربًا عن أسفه لصمت مجلس الأمن تجاه هذه الانتهاكات المتواصلة.
وفيما يخص قطاع غزة، أكد السفير الجزائري أن الكيان الصهيوني يخرق بشكل يومي اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أكتوبر الماضي، حيث شُنت غارات جوية أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 356 فلسطينيًا، من بينهم نساء و58 طفلًا على الأقل، إضافة إلى إصابة أكثر من 1000 شخص.
ودعا بن جامع الضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار إلى تحمل مسؤولياتهم كاملة، والضغط على الكيان الصهيوني لتنفيذ التزاماته، مشيرًا إلى أن هذا الأخير ينتهك كذلك اتفاقات وقف إطلاق النار المبرمة مع كل من لبنان وسوريا.
كما جدد إدانة الجزائر الشديدة للعدوان الصهيوني الذي استهدف مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس المحتلة، مؤكدًا أن الجزائر ستظل دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطيني ولن تدخر أي جهد لرفع الظلم المسلط عليه.
واستشهد في هذا السياق بتصريح رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي أكد فيه أن “الجزائر ستظل وفية لالتزامها بدعم إخواننا وأخواتنا في فلسطين المحتلة، ولن تدخر أي جهد للدفاع عن حقوقهم المشروعة إلى غاية استعادة سيادتهم وإقامة دولة فلسطينية حرة ومستقلة”.
Views: 7
