Homeالأخباروزير الخارجية يتحدث حول تكرار حوادث تدنيس وحرق نسخ من المصحف الشريف

وزير الخارجية يتحدث حول تكرار حوادث تدنيس وحرق نسخ من المصحف الشريف

كلمة معالي وزير الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، خلال الدورة الاستثنائية الثامنة عشرة لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي حول تكرار حوادث تدنيس وحرق نسخ من المصحف الشريف في السويد والدنمارك :

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السيد الرئيس،
السيد الأمين العام،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،
السيدات الفضليات والسادة الأفاضل،
استسمحكم بأن أستهل كلمتي هذه بتوجيه التعازي الخالصة لجمهورية باكستان على إثر الاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له والذي ندينه بكل شدة. إننا نتقاسم والأشقاء في باكستان آلامهم ومحنتهم.
الشكر والامتنان لكل من بادروا بالدعوة لهذا اللقاء ووفقوا في تحضيره وتنظيمه، وهو اللقاء غير العادي الذي ينعقد في ظروف غير عادية بالنسبة للإسلام والمسلمين. فهدف هذا اللقاء يكمن في مناقشة موضوع في غاية الأهمية والدقة والحساسية يستلزم منا تحركا جماعياً ورداً حازماً يكون على قدر خطورة الوضع الماثل أمامنا وما خلفه من سخط وشجب واستنكار نظير ما أحست به أمتنا من طعن في قيمها ومساس بأقدس مقدساتها.
إن ما شهدناه مؤخراً من تكرار صور تدنيس وحرق نسخ من المصحف الشريف في كل من السويد والدنمارك، دون حسيب أو رقيب ودون أدنى مساءلة أو مراجعة، ليمثل انتهاكاً صارخاً لقيم التعايش والاحترام المتبادل واستفزازاً جلياً لمشاعر سائر المسلمين عبر المعمورة الذين يستنكرون ازدراء حرمة كتاب الله الذي يحوي كلامه المنزل والمنزه.
في هذا السياق، نجدد التعبير عن إدانتنا الشديدة لهذه الأفعال المقيتة والتصرفات المشينة ونرفض رفضاً قاطعاً المحاولات المتكررة لتبرير وتسويغ هذه الاعتداءات النكراء عبر التذرع أو التحجج بحرية الرأي والتعبير.
ماهي حرية الرأي والتعبير هذه التي يتوجب تقديسها، وهي التي تستعمل لاستفزاز مشاعر الآخر والإساءة إلى معتقداته والطعن في قيمه والاعتداء على أغلى مقدساته.
وماهي حرية الرأي والتعبير هذه التي يطلب احترامها احتراماً لا يقبل أي استثناء، وهي التي يُؤخذ منها ذريعة لإذكاء نار الحقد والكره ولزرع بذور العنصرية والتمييز والإقصاء ولنشر رسائل التصادم والصراع.
وماهي حرية الرأي والتعبير هذه التي يُفرض التمسك بها فرضاً وهي التي تفرق عوض أن تجمع وتثير البغض والضغينة في القلوب عوض أن تؤلف بينها وتدعو للتنافر والعداء عوض أن تخدم التعايش والتسامح والتفاهم بين الشعوب والأمم.
إن التطرف في إلزامية التقيد بحرية الرأي والتعبير تقيداً مطلقاً كأي تطرف آخر لا يمكن أن يقنع أو أن يُقْبَلَ التحجج به لإعفاء الجرائم المرتكبة باسمه من نيل جزائها المستحق. كما لا يمكن أن يقنع أو أن يقبل اعتباره رافداً من روافد الديمقراطية الذي لا يخضع وحده للمساءلة أو المحاسبة.
فحرية الرأي والتعبير غير المسؤولة ليست حرية ولا يمكن أن تكون حقاً، فالحرية اللامسؤولة تضر بحرية الآخر، والحرية اللامسؤولة ليست حقاً لأنها تطاول وعدوان على حقوق الآخر.
السيد الرئيس،
إن اجتماعنا اليوم يشكل فرصة ثمينة لتوحيد كلمتنا ورص صفوفنا وتجنيد جميع الوسائل المتاحة لدينا للدفاع عن مقدساتنا في وجه ما تتعرض له من اعتداءات سافرة وحملات دنيئة. ومنظمتنا التي تحمل لواء الدفاع عن الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم وتضطلع بعهدة الذود عن مقدساتهم في كل وقت وحين، مطالبة اليوم، بصفة أكيدة وملحة، بتعبئة وتنظيم جهودنا الجماعية للرد على دعاة اللاتعايش واللاتسامح واللاحوار الذين يدنسون كتاباً لبُّهُ التعايش والتسامح والتحاور.
شكرا على كرم الإصغاء
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

Views: 0

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

spot_img

الاخبار الشائعة