أكد دبلوماسيون صحراويون أن التصعيد المغربي من حيث الابتزاز السياسي والحملات الدعائية والتضليل الإعلامي ضد الدول والأحزاب التي ترفض الاعتراف بـ”السيادة المزعومة” على الصحراء الغربية، يعكس فشل الرباط الذريع في فرض سياسة الأمر الواقع.
وفي هذا السياق، صرح الدبلوماسي الصحراوي حدى الكنتاوي لوكالة الأنباء الجزائرية أن المغرب يعيش “مرحلة يأس وإحباط عميقين”، خاصة بعد الزخم المتزايد الذي تعرفه القضية الصحراوية على الصعيد السياسي، الحقوقي والإعلامي، مما عرّى حقيقة نظام الاحتلال الذي بات يشكل تهديدًا للأمن والاستقرار في المنطقة، على حد تعبيره.
واعتبر الكنتاوي أن ما حدث خلال الدورة الـ47 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي بمالابو، حيث أقدم الوفد المغربي على السطو على علم الجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس في الاتحاد، هو دليل إضافي على “بلطجة نظام المخزن” الذي فشل في **شراء الذمم أو فرض روايته على الدول والمنظمات الإقليمية والدولية”.
وأضاف أن المغرب، في ظل افتقاده للوسائل المالية والدبلوماسية السابقة، بات يعتمد على “أساليب يائسة ودنيئة”، مشدّدًا على أن “الانتصارات التي يحققها الشعب الصحراوي يومًا بعد يوم تؤكد أنه يسير في الطريق الصحيح نحو استكمال مسار تصفية الاستعمار”.
من جهته، اعتبر ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا، عبد الله العرابي، أن الاحتلال المغربي ينتهج “مخططًا شاملاً يوظف فيه كافة الوسائل المتاحة، من دبلوماسية واقتصاد وإعلام، لتشويه نضال الشعب الصحراوي، ومحاولة فرض مكاسب سياسية لا تستند إلى أي شرعية قانونية”.
وأوضح أن وتيرة هذه الممارسات تصاعدت في الفترة الأخيرة، نتيجة فشل المغرب المتكرر في تغيير الطبيعة القانونية لقضية الصحراء الغربية، باعتبارها قضية تصفية استعمار، لا تزال تنتظر استفتاء تقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة.
وأشار العرابي إلى أن الرباط تستخدم ملف الهجرة غير الشرعية كورقة ضغط ضد الحكومات الأوروبية، وتغري بعض الدول بمشاريع استثمارية في الأراضي الصحراوية المحتلة، في محاولة لانتزاع مواقف سياسية داعمة لمخططها التوسعي.
كما ندد بحملة التشويه التي تستهدف الحزب الشعبي الإسباني عقب إعلانه الالتزام بالشرعية الدولية في ما يخص الصحراء الغربية، واصفًا إياها بأنها جزء من “استراتيجية منظمة لنظام الاحتلال المغربي لتكميم الأصوات الحرة ومحاولة تشويه كفاح الشعب الصحراوي العادل من أجل الحرية والاستقلال”.
Views: 4
