أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ريك بيبركورن، أن الوضع الصحي في قطاع غزة بلغ مرحلة كارثية، حيث تعمل المستشفيات فوق طاقتها القصوى وسط نفاد تام لبعض الأدوية الأساسية، وارتفاع أعداد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية والأمراض.
وفي إفادة صحفية من القدس المحتلة عبر تقنية الفيديو، أمس الثلاثاء، أوضح بيبركورن أن أقل من نصف مستشفيات غزة، وأقل من 38% من مراكز الرعاية الصحية الأولية، تعمل جزئيًا أو بمستويات دنيا، مشيرًا إلى أن النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية تفاقم، إذ وصل مخزون 52% من الأدوية و68% من المستلزمات الطبية إلى الصفر.
وأضاف أن المستشفيات تواجه ضغطًا شديدًا بسبب الإصابات في مناطق توزيع الغذاء، مما يتسبب في نقص مستمر في الدم والبلازما، كما زادت الأزمة حدةً بسبب أوامر الإجلاء في مدينة غزة، التي شملت مستودع منظمة الصحة العالمية وعددًا من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية ومرافق الإسعاف، مما يهدد بمزيد من تعطيل الخدمات الطبية.
وأشار المسؤول الأممي إلى تسجيل 452 حالة مشتبه بها من التهاب السحايا بين يوليو وأوائل أغسطس، وهو أعلى رقم منذ بدء التصعيد، إضافة إلى 76 حالة مشتبه بها من متلازمة غيلان باريه، وهو مرض عصبي ومناعي يسبب شللًا عضليًا تدريجيًا، لافتًا إلى صعوبة علاج الحالتين في ظل انعدام مخزون الأدوية الحيوية.
وبيّن أن وصول الفرق الطبية الدولية والإمدادات الأساسية ما يزال معرقلًا، حيث ترفض سلطات الاحتلال إدخال المسعفين الدوليين، وتمنع دخول مواد حيوية مثل معدات العناية المركزة، وأجهزة التخدير، ولوازم سلسلة التبريد.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الصهيوني ارتكاب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، متجاهلًا النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وأسفرت هذه الجرائم عن أكثر من 215 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة الكثيرين، فضلًا عن دمار واسع النطاق.
Views: 2

